جهات

نابل: صاحب سيارة فارهة ‘طوله طولين وعرضه عرضين’… لكنه بلا ذوق

كنت جالسا بإحدى المقاهي الشعبية وسط مدينة نابل الغالية على قلبي رفقة أحد الأصدقاء القدامى، صدفة جاءت عيناي على أحد الجالسين بقربي طويل القامة وقوي البنية هيئته لا توحي بأنه من كبار القوم فجأة انتشل سيجارة من علبة سجائر رفيعة ورمى الورقة اللماعة التي تغطي السجائر أرضا بكل ثقة في النفس حتى لا أقول كلاما آخر…

لا يبالي

وبعد أن نفث دخان سيجارته يمينا وشمالا غير مبالي بالآخرين الجالسين على جوانبه، وبسرعة البرق قضى على السيجارة بلا رحمة ونهض من مكانه مودعا جالسيه ورمي ‘قعمورة’ سيجارته أرضا وركب سيارة فارهة لا يقدر على امتلاكها اغلبية الشعب التونسي…

ومن هول ما شاهدت كدت أن أنطق وألومه على صنيعه المتخلف، لكن عدلت عن ذلك تفاديا لردة فعل مجهولة منه لأن القوى البدنية بيننا مختلة لصالحه ولعنت الشيطان وتمتمت بداخلي…

رداءة ما بعدها رداءة!

وسألت نفسي لماذا وصلنا إلى هذا المستوى المتدني من رداءة في الأخلاق ورداءة في التعامل الإنساني ورداءة في الطرقات ورداءة في كل شيء؟ ماذا فعلنا بأنفسنا؟ أسئلة لم أجد لها جوابا حينيا ، لكن تذكرت أن غياب الردع هو من شجع مثل هذا المخل بالاخلاق والذوق العام وغيره من المارقين عن القانون على الدوس على كل النواميس والقوانين والقيم

عزوز عبد الهادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى