مهرجان بنزرت الدولي: طبق ‘قديم جديد’…فهل من مزيد؟

كما هو معلوم التأمت الندوة الصحفية لمهرجان بنزرت الدولي للإعلان عن برمجة الدورة الحالية عدد 42 مساء يوم الجمعة 4 جويلية 2025 بفضاء مسرح الهواء الطلق ببنزرت.
هذه الندوة الصحفية واكبها زخم كبير من الإعلام الوطني والجهوي، فضلا عن حضور بعض الممثلين على غرار القامتين الكبيرتين كوثر الباردي وريم الزريبي. أمّا الحضور الرسمي فقد مثّله مندوب الشؤون الثقافية ببنزرت فوزي بن قيراط وأعضاء الهيئة المديرة للمهرجان يتقدمهم مدير المهرجان لطفي الصفاقسي.
هذه الندوة، التي نشطها باقتدار وحرفية كبيرتين الزميل حمزة الطياشي باعتباره عضو مكلف بالإعلام صلب الهيئة المديرة للمهرجان، انطلقت في حدود الساعة السابعة و 3 دق مساء، لتدوم حوالي 120 دقيقة باعتبار كلمات الجهات الرسمية و أسئلة الإعلاميين و الردود عليها وبعض الهوامش.
كلمات وتقديم
انطلقت فعاليات هذه الندوة بكلمة لمدير المهرجان، لطفي الصفاقسي ليقدم تقييما للدورة السابقة والنجاحات التي حققتها حيث نجحت الدورة 41 في استقطاب حوالي 120 ألف متفرج لـ 17 عرض، و حققت أكبر مرابيح نتج عنها فائض مالي يقدّر بـ 97 ألف دينار. هذا الوضع المريح جعل من المهرجان غير مدين لأي جهة سواء من المتعهدين أو الفنانين أو الممثلين. منوها بالدور الكبير للإعلام الذي ساهم في تسويق الصورة الجميلة للمهرجان وكذلك أبناء السلك الأمني الذي وللحقيقة كانوا شركاء فاعلين في إنجاح الدورات المتتالية.
هذا فضلا عن كلّ العاملين المكلفين بالسهر على التنظيم والنظافة بالمهرجان. مؤكدا أنّه (الكلام لمدير المهرجان ) لا يعرف حتى مقرّ وزارة الثقافة أي يوجد ولكن بوجود مندوب كفء للثقافة ببنزرت سهّل لنا كل الاتصالات مع الجهات المسؤولة.
في حين بيّن فوزي بن قيراط، مندوب الشؤون الثقافية ببنزرت، بعد الترحيب بالحضور، وأن مهرجان بنزرت أصبح رقما هاما في المهرجانات الهامة. موضحا أنّ العنصر البشري الكفء للهيئة والعنصر المالي والفضاء الممتاز لمسرح الهواء الطلق ببنزرت هي من أهم أسباب نجاح لهذا المهرجان. بل وأصبح مهرجان بنزرت الدولي منافسا جدّيا لمهرجان قرطاج والحمامات داعيا المواطن بالتالي للانتماء للمهرجان باعتبار الصورة الجميلة التي تعكس نجاحات بنزرت عبر هذا المهرجان.
تقديم برنامج الدورة
تولى مهمة تقديم هذه برمجة الدورة 42 للمهرجان محرز خليل، مبيّنا وأنه تمّ إعادة برمجة العروض التي عليها إقبال كبير. وتراوحت العروض اجمالا بين ما هو محلي (عرض الافتتاح) و وطني (14 عرضا) ودولي ( 4 عروض من لبنان و السنغال و كندا ). وفي تفاصيل هذه البرمجة التي تنطلق فعالياتها من 15 جويلية لتمتد إلى 19 أوت 2025 وتتضمن 19 عرضا بين الموسيقى والمسرح والسيرك.
العرض الافتتاحي’ رحلة الأجيال” (15 جويلية) يليه عرض ” Jungle book ” (يوم 17 جويلية) ثم مسرحية “للاّهم” لكوثر الباردي و ريم الزريبي (19 جويلية) وعرض بعنوان ” شيخة لمنذر بن عمار و سفيان الداهش و فوزي بن قمرة (22 جويلية) و سهرة الفن الأصيل مع زياد غرسة (25 جويلية ) ليحل ببنزرت المطرب اللبناني وائل الجسار (27 جويلية) يليه عرض من السينيغال ” Good vibes ” (28 جويلية) و العودة للمسرح مجددا بعرض ” ليلة عجب” و هي مسرحية غنائية راقصة (29 جويلية) فعرض دولي ” الشامي” (31 جويلية) و عرض “يلاّ بنزرت تغني” 02) أوت ) لتنزل الفنانة أمينة فاخت ضيفة على المهرجان يوم ( 4 أوت) ثم عرض دولي من كندا “كورال التراث الشرقي”( 6 أوت ) و لتعود الزيارة للمرة العاشرة يوم (10 أوت) ثمّ عرض الفنان رؤوف ماهر (10 أوت) فعرض الفنان مرتضى فتيتي (12 أوت) ثمّ العرض المسرحي لوجيهة الجندوبي “Big Bossa ” ( 13 أوت ) وليكون لطفي بوشناق مجددا ببنزرت ( 15 أوت) يليه عرض الراب للبلطي ( 17 أوت) و مسك الختام عرض ” رقوج” لعبد الحميد بوشناق.
نقـاش ساخن وردود متشنّجة
أسئلـــة :
*جلّ من أخذوا الكلمة دعنا نقولها ودون قفازات نقولها، مالت إلى رمي الورود والتطبيل والنفخ لدواعي شخصية وتحقيق مآرب ضيقة وهذا النوع من المداخلات لا يوفّر الأرضية السانحة للنقد الذي يبني ويمهّد نحو الأفضل. للأسف هذا ما حصل في عموم من تكلّم حول هذه البرمجة الجديدة لهذه الدورة رقم 42. في حين بعض الملاحظات كانت في الصميم ولكنها أزعجت بعض الجهات منها:
* لماذا هذا الإصرار على إعادة بعض عروض الدورة السابقة بنسبة وصلت إلى 42 بالمئة وما الغاية في ذلك؟
*هل تأخذ الهيئة عند اختيارها للبرمجة معيار المراوحة بين ما هو فرجوي وما هو ثقافي باعتبار وأنّ المهرجان هو جمعية ثقافية بالأساس وليس مؤسسة ربحية؟
*لماذا لم تساير برمجة هذه الدورة ما يجري بالأراضي الفلسطينية على أساس برمجة عرض فلسطيني موسيقي أو مسرحي أو أضعف الإيمان اشراك فرقة أغاني ملتزمة ولو كانت من تونس.
*ألا يعدّ الإصرار على اختيار بعض الوجوه المسرحية المستهلكة تلفزيا هو على حساب بعض الفرق المسرحية الأخرى. (هذه المداخلة دفعت الممثلة الكبيرة كوثر البارد للرّد عليها بغضب)
*ما قيمة أن ينتج المهرجان عملا ليقدمه يوم الافتتاح ـ وما يتطلب انتاجه من أعباء مالية ـ ثم لينام على الرفوف حتى يُقبر بلا رجعة؟ وما حظوظ الفرق المسرحية البنزرتية من البرمجة؟
*ما هي الوضعية المالية لجمعية المهرجان وهل من أرقام في ذلك؟
*هل ستؤمن هيئة المهرجان حافلة لتنقل الإعلاميين من تونس إلى بنزرت ذهابا وإيابا؟
رّدود متشنجة :
*ملاحظة عامّة تقول و أنّ بعض الردود كانت متشنجة و خاصة ما تفضلت به ممثلتنا القديرة كوثر الباردي التي لم تستسغ قول ” بعض الوجوه المسرحية المستهلكة تلفزيا ” و عبّرت عن استيائها و لكن ببعض الحدّة المقنّعة نوعا ما، و هو ما يدّلل على أنّ فنانينا و ممثلين لا يقبلون النقد و الرأي المخالف.. وهي مناسبة لنقول لها أنّ الاختلاف في الرأي لا يفسد للودّ قضية…
* بالنسبة للوضعية المالية فإنّ الرقم المنجز ماليا بعنوان الدورة السابقة هو في حدود 1.3 مليار من المليمات منها حوالي 8 بالمئة تمويل عمومي والباقي موارد ذاتية.
*فكرنا في عرض فلسطيني ولكن وجدنا تكاليفه تفوق إمكانيات المهرجان المالية لذلك عدلنا على الفكرة.
*”شعار المهرجان ( اللوقو)” عدنا به إلى التسمية القديمة لمهرجان بنزرت ” مهرجان عروس البحر” و هو ما تمّ تجسيده في هذا الشعار ” اللوقو” فإضافة إلى عروس البحر أضفنا سنبلة وهو ما يدّل على أنّ بنزرت هي منطقة فلاحية بالأساس.
* لا وجود لاشتراكات باعتبار وأنّه بعنوان الدورة السابقة لم يتم الإقبال على الاشتراكات ممّا كبد إدارة المهرجان مصاريف إضافية دون فائدة.
* نحن مستعدون لمغادرة هيئة المهرجان ولكن على أساس الانتخابات و لا على أساس الحديث في التراكن و’التنبير’.
*لا يمكن توفير حافلة على طول فترة المهرجان باعتبار التكاليف لمثل هذه العملية ولكن ستكون حافلة على ذمة الإعلاميين القادمين من العاصمة بمناسبة عرض الافتتاح.
*أعدنا العروض التي حققت نجاحا جماهيريا وماليا وهذا هو الدافع لإعادة بعض عروض الدورة السابقة بعنوان هذه الدورة.
هـوامـش :
*التنظيم كان محكما حيث تمّ تنصيب شاشة عملاقة عرض عليها برمجة الدورة الحالية وفيديو قصير حول ” لوقو” المهرجان.
*واكب هذه الندوة الصحفية عدد وافر من الإعلاميين بمختلف محاملهم سواء المكتوبة والمرئية والالكترونية وغيرها من المواقع.
*في بداية الندوة تمّ تقديم هدايا لكل المشاركين والضيوف وعند النهاية تم دعوتهم لتناول بعض الحلويات والمشروبات.
* النكتة السوداء في هذه الندوة هو محاولة البعض صب الزيت على النّار وذلك بتوظيف ” النقد القائل ” بعض الوجوه المسرحية المستهلكة تلفزيا ” للتقرب من الممثلة القديرة كوثر الباردي فتمّ بالتالي سحب البساط من تحت أقدام هؤلاء من قبل صاحب هذا النقد وممثلتنا المحبوبة كوثر الباردي ولا عزاء لأصحاب الفتنة.
مواكبة: الأمين الشابي
عدسة: فـؤاد بن شعبان