جهات

مهرجان ‘إي فاست كامب’ في تطاوين / القصور الصحراوية: رحلة خلابة..في ذاكرة التاريخ

تصدير :

هذه القصور الصحراوية الشامخة، وهي تقف على ناصية التاريخ تصارع الزمان والمكان في شموخ وتحيي أمجاد الغابرين وتصد رمال الصحراء، لتكن شاهدةً على حكايات مرت ولن تزول من ذاكرة شعب صمد صمود المحاربين،يجب أن تأخذ نصيبها من الاهتمام باعتبارها إرثًا بشريًا وحضاريًا.. ( الكاتب)

قد لا يحيد القول عن جادة الصواب أذا قلت أن الصحراء تمثل عالماً خاصاً متناسقاً بفضائه وحيواناته ونباتاته،يفضي من حين لآخر إلى قرى ومعالم متناثرة ولكنها شامخة على قمم الجبال أو رابضة في السهول أو مختفية تحت أنفاق الأرض إلى جانب القصور التاريخية الخالدة،حيث تتجسد معالم الحضارات السابقة في القصور والقلاع والأبراج والحمامات القديمة وخانات القوافل والحصون.

قصور وآثار

ويزخر الجنوب التونسي،وبخاصة مدينة تطاوين، بالقصور والآثار التي يعود بعضها إلى ما قبل التاريخ والبعض الآخر إلى الفترة الرومانية،وتتميز بنمط بناء تقليدي وفريد.وعلى الأرجح يرجع تاريخ هذه القصور للعصر الروماني،وقد تم بناؤها لحماية الرومانيين من الغزاة ولتتخذها قبائل المنطقة فيما بعد حصوناً ولها فيها مآرب عديدة.
وتعد القصور الصحراوية أحد أهم معالم التراث الصحراوي على الإطلاق في الجنوب التونسي،ولكنها قليلة النظير في منطقة بلدان المغرب العربي بل وتقف هذه القصور الصحراوية بأعدادها الكثيرة وتنوع تصميمها شاهداً على عمق الوجود البشري في الصحراء التونسية.

وظائف سياحية

و قد اكتسبت القصور اليوم وظائف سياحية تسمح بالتعرف على تاريخ شعوب هذه الربوع الصحراوية وآثارهم الشامخة وروحها الضاربة في القدم وتكشف عن نمط معيشة أهلها،باعتبارها كنزاً تاريخياً فريداً يحق لنا أن نتعرف عليه ونطّلع على قوة وحضارة تلك الفترات التي عمر فيها أجدادنا الأرض وعاشوا في أمن وسلام قروناً مديدة،وهو جزء بسيط من تاريخهم المجيد الشامخ على الأرض في أعماق الصحراء الهادئة.
على سبيل الخاتمة:
ولاية تطاوين وعبر التاريخ ليست منارة الأقطاب والفقهاء والأدباء والشعراء فحسب بل هي أيضا اكاديمية هندسية بالفطرة فكما يقول ارسطو ابو الفلاسفة والمفكرين لطلبته بمناسبة كل درس في الفلسفة و قبل الانضمام لحلقته “من لم يكن هندسيا لا يدخل علينا ” فإن أجدادنا من البربر أثبتوا هذه القاعدة العلمية إذ كانوا اقطابا وفقهاء و أدباء وشعراء وكانوا ايضا رجالات هندسة ومعمار ..رجالات نحتت تاريخا في جيوب الطبيعة وحضارة على جباه الجبال وصنعت من بطون الجبال بيوتا صحية للعيش لا تخلو من الرفاهية الطبيعية.
ختاما نشير إلى أن قصر الفرش من معتمدية غمراسن بولاية تطاوين، يحتضن ابتداء من يوم الجمعة 11 أفريل 2025 وعلى امتداد 3 أيام مهرجان “إي فاست كامب” تحت اشراف جمعية الصدى الإلكتروني بتونس والسلط الجهوية بتطاوين وبدعم من المشروع السياحي “تونس وجهتنا” الممول من الاتحاد الاوروبي.
وفي هذا السياق،أكد رئيس جمعية الصدى الالكتروني عفيف الرياحي للصريح أونلاين أن المهرجان سيشهد مشاركة 53 فنانا من أنحاء العالم يمثلون ثقافات متنوعة،وسيكون قصر الفرش ميدانا للأفكار والإبداع،حيث يجتمع الفنانون والمفكرون والمشاركون لإعادة تعريف التراث التونسي في العصر الرقمي من خلال عروض حية وورشات عمل.
كما أشار الرياحي إلى أن المهرجان يهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي التونسي مع إعادة إحياء قصر الفرش من خلال الفن والموسيقى والتكنولوجيا.
كما أفاد الرياحي بأن اختيار قصر الفرش يعود إلى اعتماد اللامركزية والتنمية الاقليمية والمحلية و هي نفس أهداف المشروع السياحي “تونس وجهتنا” الممول من الاتحاد الاوروبي والداعم لهذه التضاهرة.
ولنا عودة لهذا المهرجان الواعد عبر تغطية صحفية مستفيضة.

محمد المحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى