صالون الصريح

مقامات رمضانية: نافورات الغيث ‘النافع’

chebbi
كتب: الأمين الشابي

الحمد و الشكر لله يقول العم سعدون على نِعم الله الذي حبا بها بلادنا من شمس وبحر و طقس معتدل و غلال و أسماك و قوارص و زيت زيتون.

و الحمد الله على ما حبانا به الله من غيث نافع اثمر مياه تروي الأرض و الانعام و البشر، و تروي الظمأ الذي كاد يصيب الكل : الأرض و النبات و البشر.

فنحمدك يا الله على ما أنعمت علينا من نعم لا يجحدها إلا كافر ناكر، و لكن اسمحوا لأبيكم سعدون ليقول بعض الكلام في المطر…

صحيح ولكن!

صحيح انها تروي التضاريس و المرتفعات و السهول. و لكن كما للأمطار منافع و حبور، فانها كذلك تحمل ايضا بعض الشرور. فهي تتسب في انقطاع الطرقات و جسور العبور.

وتجتاح بعض بيوت الفقراء المقامة على سفوح الجبال و تجعل منها بقايا من الأثاث المنثور. و الخطير انها احيانا تجرف كل ما يعترض طريقها و ما يعنيه ذلك من شرور.

نافورات المطر

يضيف عم سعدون، و لكن ما لا أفهمه من بين هذه الآفات و الشرور، تلك ” النافورات “التي تتدفق ماء وسخا في كل طرقاتنا و تجعل المرور و العبور من باب المستحيل. فهي تلعب دورا عكسيا، فعوض ان تبتلع هذه البالوعات ماء المطر.

فهي و كأنها غاضبة تعيده الينا و تغير كل المجريات. فماذا ستقول البلديات و هي على ما يبدو لم تستعد لمجابهة هذه الإكراهات. فهل تم جهرها قبل حلول فصل الأمطار؟ ام تركوا الوضع على ما هو عليه حتى الوضع على هذه الشاكلة انهار. فقنوات المجاري يبدو أنها اكلت و شربت حتى التخمة. و لم يعد بإمكانها درء التهمة.

و لنا شواهد كثيرة تثبت وضعنا المزري، فبالوعات عاصمة البلاد عجزت و المياه منها تتدفق و تجري. بل و كذلك بقية المدن دمعها على الخد يسري. و المواطن تقطعت به السبل و لا يعرف ما يفعله امام هذا الهجوم فهو جهة إلى جهة يركض و يجري. صمت عم سعدون و قد حاصرته المياه و لا يعرف هل يفرح للغيث النافع ام يهجو النافورات التي للمياه العفنة للخارج تدفع. ام يشكو من البلدية إلى البلدية و اظنها للشكايات لا تسمع. فإلى من نلتجىء و نحن للأداء لها ندفع؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى