صالون الصريح

مقامات رمضانية: رقصات بهلوانية بالبلدية

chebbi
يكتبها: الأمين الشابي

قصد العم سعدون البلدية وذلك في حدود الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم الجمعة…وكان بيده وثيقة لابد من ان تكون معرّفة…

و ما ان عتب باب مقر البلدية حتى منعه العامل من الدخول، فسأله العم سعدون عن السبب..فأجاب العامل و ما هو العجب..أ لا تعلم أن اليوم هو يوم جمعة والدين فيها محمود..وعمل البلدية فيه لوقت محدود .. ولكن التوقيت الإداري مازال متواصلا قال العم سعدون..

اجابه العامل ..بعد ان رفض ايضا دخول عديد المواطنين للإدارة و تحدى.. و لنفس السبب لهم تصدى. فالبعض تفهم و انصرف ..ولكن صنف آخر لم يقتنع بكلامه ..و لكن عن الخصام و العراك تعفف ..وصنف اشتعل غضبا في الحين وكاد ان يتحول الوضع إلى سباب و عراك و زيد الماء على الطين..

وفي كل مرة ياتي مواطن لقضاء مصلحة ما يصده ذلك العامل المنتصب بالباب و يقول له ” ارجع غدوة” و ليس في الحين.

و العم سعدون يتفرج و يلعن في قلبه تصرفات الإداريين و كأن المواطنين يشحذون على باب البلدية رغيف خبز و تمر و تين، و لا من تصدى لمثل هذا التصرف اللعين، او تساءل لماذا لا يلتزم الأعوان بالتوقيت الإداري لقضاء حاجات المواطنين.

بعد ان شاهد عم سعدون كل تلك الأفلام التي تراوح بين المنع والحرام و الحلال. قرر قضاء مصلحته من البلدية في الحال. فاخرج بطاقته المهنية التي تحمل مهنة الحزم وموقفا لمحاربة التسيب و التصرفات العبثية غير المحسوبة المآل. و ما ان تأمل مهنته حتى شخصت عيونه و سمح له بالدخول و بلا سؤال، و انتهى السبب الذي كان يرفعه مثل ورقة حمراء في وجه النساء و الرجال. بل وفر له كرسيا و أخذ منه الوثيقة للقيام بنفسه بالمطلوب في الحال.

هذه عينة موجزة، يقول عم سعدون، لما يحصل في ادارتنا يا كرام، فإلى متى ستظل ادارتنا مشلولة و المواطن لقضاء حوائجه يتجرع المر الزؤام؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى