مقامات رمضانية: بهلوانيات سوّاق التاكسي

يكتبها: الأمين الشابي
وقف عم سعدون منذ الصباح وهو ينتظر سيارة ‘تاكسي’ لقضاء احد حوائجه المستعجلة، و لكن مرت السيارة الأولى فأشار لها وهو من أمره على عجلة، فمرت السيارة من أمامه و كأنه غير موجود…
فاتت تاكسي ثانية و ثالثة و لم تقف له رغم أنها من الركاب كانت خالية، واخيرا وقفت أمامه سيارة تاكسي وبدون منه اشارة. و هي الرابعة. فاتجه نحوها و ما ان فتح الباب ليصعد حتى سأله السائق عن الوجهة المقترحة. بعد ان اجابه، اعتذر السائق لأن وجهته غير الوجهة المقترحة…
فاستشاط عم سعدون غضبا فرفس برجليه الأرض الحامية، و هو على تلك الحال إذ مرت تاكسي أخرى فاشار عليها في الحال. فاستجابت له و امتطى لكنها سارت في الاتجاهات الملتوية…
فقال العم سعدون لسائق التاكسي لماذا تأخذ هذه المسالك البعيدة و الحال ان الإدارة المقصودة منا قريبة. فأجابه التاكسيست هل تعرف عملي اكثر مني فلماذا تسألني أسئلة لا معنى لها و منحرفة؟
فقال له عم سعدون قف، يكفي سرقة سأنزل حالا هنا و نزل و هو متأفف. فاغتاظ السائق و داس على الفرامل المهترئة. فكاد عم سعدون ان يصطدم راسه بالبلور و دمه ينفجر. فنزل و أوقف “تاكسي” من جديد. وارتمى داخل التاكسي و هو كله وعد وعيد. و طلب من سائقها ان ينطلق و بسرعة طريقه يشق. بعد ان انطلقت السيارة، أشعل السائق سيجارة. وغطى الدخان كامل السيارة.
فطلب منه عم سعدون بكل لطف ان يتوقف عن التدخين، لأنه مريض لا يحتمل الدخان و رائحة السيجارة. فلم يكترث لطلبه السائق و واصل رحلته و هو يمص سيجارته كالسارق… فاعاد طلبه بأن يتوقف عن التدخين. فاستشاط السائق من طلبه و طلب منه ان ينزل من السيارة في الحين.
فنزل و اكمل عم سعدون رحلته راجلا، وهو يلعن سيارات التاكسي و ما سببته له من إهانات و عدم الاحترام و ‘التبلعيط’. و هو يقول و يعيد، كيف لبلادنا ان تتقدم و بعض سواق التاكسي لا ” تحكر “و لا تتحترم . فهم في الحقيقة لا يحترمون أدنى الشروط و اللوائح و النظم.
و أسفاه على وضع بلادي، حين نرى عربدة سواق التاكسي و هم المفروض يعكسون مستوى التحضر للبلاد و العباد. و عليه لابد من بعض التشدد عند اسناد مثل هذه الرخص حتى لا تظل صورة بلادنا يتلاعب بها مثل هؤلاء. فها هو عمكم سعدون يدق، عن هذه الظاهرة، الجرس. و يدعو الجهات المعنية ان تغربل عند اسناد الرخص و تحترس.