متفرقات

مستشفى الرابطة: نسق جنوني يومي…وأعصاب من حديد ..

كتب: سمير الوافي

طيلة الأسبوع الفارط ترددت أكثر من مرة على مستشفى الرابطة العريق في العاصمة…لزيارة قريب عزيز أجرى عملية تسريح على القلب إنتهت بالنجاح والحمد لله…في قسم القلب الذي يرأسه الدكتور سامي المورالي وهو من مفاخر الطب التونسي ومن كفاءاتنا التي تشرف المهنة والمعرفة…

وكانت تلك أول مرة أدخل فيها هذا المستشفى الممتد على مساحة 14 هكتارا في أعالي العاصمة…منها 7 هكتارات مبنية وموزعة على حوالي 42 بناية ويتوافد على هذا المستشفى كل يوم أكثر من 10 آلاف شخص بين مرضى وزوار وعملة وموظفين وكوادر صحية ومزودين ومتعاملين…وتبلغ طاقة إستيعابه أكثر من 1000 سرير…ويقوم بحوالي 1500 عيادة يوميا…ويستقبل مرضى من كل الجمهورية…لذلك فهو إكتشاف بالنسبة لي شخصيا انبهرت به وأذهلتني طريقة إدارته وتسييره تحت كل هذا الضغط…!!

قلعة تاريخية

ومن خلال مواكبتي القصيرة للعمل اليومي في هذا المستشفى العريق…الذي يشبه القلعة التاريخية الكبيرة…وخاصة لقسم القلب تحديدا…أنا فخور بكفاءات بلادي التي تشتغل في تلك الظروف وتحت تلك الضغوط…وتلبي نداءات آلاف الناس الموجوعين والخائفين والمتوترين والمرضى والمحبطين…وكل أنواع النفسيات المختلفة والمعنويات المتنوعة…وهذا ليس سهلا لأن المستشفى يشتغل فوق طاقته ويتحمل أعباء أثقل مما يتحمل…ويحاول مسؤولوه وإداريوه وطواقمه الطبية و الصحية وعماله…مجاراة نسق جنوني يومي وتنظيم حركة إزدحام رهيبة…بأعصاب من حديد وطاقة لا تنفد…!!

شكرا لهؤلاء

شكرا لكل مسؤول وإداري وطبيب وممرض وموظف وعامل يشتغل في تلك الظروف…وعلى رأسهم المدير العام للمستشفى حافظ الدخلاوي…ولكل كفاءة طبية وطنية لم تهجر القطاع العمومي ولم تهاجر نحو ظروف أفضل…وتحملت وصممت وجعلت المستشفى العمومي التونسي صامدا…رغم فقر الامكانيات وصعوبة الظروف وإزدحام الاقسام والمخابر…وخاصة لكل العاملين في قسم القلب من رئيسه الدكتور سامي المورالي إلى أطبائه وممرضيه وعماله…الذين رأيت صبرهم على النفسية المتوترة لمرضاهم وزوارهم…و رفقهم بهم…وآدائهم لواجبهم في ظروف أقل من العادية…!!!
شكرا من القلب لأطباء القلب هناك…وللمطبطبين على القلوب العليلة والمرهقة والخائفة…والمواسين لكل مريض وكل موجوع وكل حزين…ولا يكلف الله نفسا إلى وسعها…فخور بكفاءات بلادي وعندي أمل رغم كل شيء…!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى