رياضة

محمود حرشاني يكتب: هل كان بورقيبة يكره هؤلاء؟

Mahmoud Horchani
كتب: محمود حرشاني

كلما تحدثت عن الحبيب بورقيبة بمناسبة أو بدون مناسبة الا سمعت من يقول لي..بورقيبة يكره ‘الهمامة’..حتى غدت هذه الجملة الغريبة كـ الاسطوانة المشروخة..يعيدها الناس عليّ في اغلب المناسبات..

حتى خلت نفسي وانا ‘همامي’ حتى النخاع.. أبا عن جد ..انني ربما بقيت الهمامي الوحيد الذي يحب بورقيبة.. ويعشق البورقيبية كمنهج في السياسة والحكم…

من وراء هذه التهمة؟

أما لماذا التصقت هذه التهمة ببورقيبة.. ومن كان وراء إطلاقها.. فانا لا اعرف.. ويمكن اذ ذلك يعود إلى شعور ابناء الجهات التي يتكون منها شتات الهمامة وهي ولايات سيدي بوزيد وقفصة وجانب من الجريد وبر المناجم بالغبن..
لأنها كانت من الجهات المحرومة في عهد بورقيبة وعانت ما عانت من الويلات..ويقال ان تقسيم ولاية قفصة الى ثلاث ولايات وهي قفصة والجريد وسيدي بوزيد كان الهدف منه إضعاف ولاية قفصة…وتفتيتها….ولكن يبقى القول بان بورقيبة يكره الهمامة قول يحتاج إلى إثبات.

قاوموا الاستعمار

ما اعرفه ان الزعيم بورقيبة كان يعتبر أن أبناء هذه الجهات هم في طليعة من ناصروه ولبوا نداء الواجب وصعدوا الى الجبال..وقاوموا الاستعمار في معارك شرسة مثل معارك جبال ماجورة وهداج والخشم وقبرار وقارة حديد وسيدي عيش والمطلق مزرق الشمس.. وهو يعرف بالاسم أسماء المقاومين أبناء هذه الجهات..فهل كان بورقيبة يحمل فعلا الغيض في قلبه من أبناء هذه المناطق خاصة بعد المحاولة الانقلابية لسنة 1962 التي قادها وشارك فيها عدد من أبناء هذه المناطق مثل الأزهر الشرايطي وعبد العزيز العكرمي؟
ومن هنا بنى بعضهم الحكم بأن بورقيبة كان لا يحب الهمامة..حتى انه كان يعتبر عددا من ابنائها المقاومين ‘فلاقة’؟…
من ينيرنا في هذا المجال استنادا إلى المعلومة الصحيحة والوثيقة؟ بعيدا عن كلام العوّام….. حتى تتجلى الحقيقة للأجيال الجديدة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى