محمد المحسن يكتب: رسالة مفتوحة بإقتضاب شديد..إلى أبطال قافلة الصمود

كتب: محمد المحسن
هاهي غزة العربية كلّها تقول لكم: لم يفقد عظماء التاريخ إيمانهم بالنصر وهم يعانقون حبال المشانق.فهل تفقدون أنتم إيمانكم به في لحظة منفلتة من عقال الزمن؟!
أيها الشامخون في صمودكم : أنا-كاتب هذه السطور-المقيم في الشمال الإفريقي،أنا الملتحف بمخمل الليل الجريح..أنا المتورّط بوجودي في زمن ملتهب..أعرف مثلكم تماما أنّ الوجعَ في غزة ربانيّ،كما أعرف أيضا أنّ الفعل هناك رسوليّ،لكنّي لا أملك سوى الحبر،وما من حبر يرقى إلى منصة الدّم.
وحتى حين يمور الدّم في جسدي باحثا عن مخرج،فإنّي لا أجد سوى الكتابة.
شيفرات الحرية
الكتابة عن الشيء تعادل حضوره في الزمن، ووجوده واستمراره في الحياة.ولأنّ الأمر كذلك فإنّي أصوغ هذه الكلمات علّها تصلكم عبر شيفرات الحرية، أو لعلّها تصل إلى كل زنزانة محكمة الإغلاق،وإلى كل معتقل عالي الأسوار،وإلى كل منفى داخل الوطن أو وراء البحار.
وما عليكم-أيّها الشامخون في نضالكم-بل أيها الواقفون على التخوم الفاصلة بين البسمة والدمعة إلا أن تحييّوا-الثورة التونسية-التي ألهمت الشعوب العربية المعنى الحقيقي للحرية،ورسمت بحبر الروح على صفحات التاريخ دربا مضيئا يعرف آفاقه جيدا عظماء التاريخ وكل الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل أوطانهم من الأبطال والشهداء منذ فجر الإنسانية: صدام حسين،سبارتكوس،عمار بن ياسر،عمر المختار،يوسف العظمة،شهدي عطية،الأيندي،غيفارا وديمتروف..وقد تجلّت في -ثورتنا الخالدة-كما في رفضنا الصارخ بطولة الإستشهاد وتجسّدت في مواقفنا الجاسرة آسمى أشكال الفعل الإنساني النبيل..
لحن الحرية والإنعتاق
واليوم..
ها نحن اليوم نعزف للشعوب العربية لحنا مطرزا بالحرية والإنعتاق:
..هناك كثيرون أمثالنا
أعلوا وشادوا
وفي كل حال أجادوا..
ونحن كذلك ضحينا بما كان عزيزا علينا
عظيما..جليلا..وما عرف المستحيل الطريق إلينا..
لأننا نؤمن أنّ القلوب إن فاضت قليلا..
ستصبح رفضا..ونصرا نبيلا..
تمنينا أن يعيش شعبنا عزيزا كريما..تمنينا أن يرفع الظلم عنا..
لذا..
فعلنا الذي كان حتما علينا..
وما كان قدرا على المستضعفين جيلا..فجيلا..
وإذن ؟
أصبروا..وصابروا..تجلدوا وثابروا..وأثبتوا ثبوت الرواسي أمام العواصف..فالنصر قادم مهما أوغل ليل فلسطين في الدياجير..
لست أحلم..لكنه الإيمان الأكثر دقة في لحظات التاريخ السوداء من حسابات..بعض الحكام العرب..