محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: في قيّاس الماء

كتب: محمد الحبيب السلامي
هل تعرفون من هو قياس الماء؟ اسألوا عنه أجدادكم وآباءكم في صفاقس فله في صفاقس تاريخ بقي يُروى ويُذكر…أنا رويت عن جدي وأصدقاء جدي وطالعت الكتب فرويت، ولذلك أروي ما رويت رويت أن (قياس الماء) رجل عالم فرنسي اسمه (ليون روش) ولد سنة 1809 وتوفي سنة 1901…
تظاهر بالإسلام
دخل المغرب وتظاهر بالإسلام ولبس لباس الشيوخ المغاربة وجلس في المساجد يتلو القرآن، فقد كان يحفظ نصيبا منه نوقش في بعض القضايا فأظهر معرفة وذكاء فـ انتدبه المجاهد عبد القادر الجزائري كاتبا خاصا، ومن المغرب ارتحل إلى المشرق ودخل مكة وأدى حجّه وتواصل مع العلماء فـ وثقوا به، فاستطاع أن يستصدر من علماء الحجاز فتوى تقول (يجوز للمسلم الخضوع لسلطان الكافر العادل)..
خرج بهذه الفتوى وأخذ ينشرها لغاية في نفسه ومن المشرق عاد إلى بلاد المغرب العربي فدخل القيروان ومكث فيها وبين علمائها مدة محاطا بتقدير لأنه عالم فرنسي، وخرج من الكفر إلى الإسلام..
وصل إلى صفاقس
ومن القيروان توجه نحو صفاقس وجلس في الجامع الكبير يقرأ القرآن ويفتي للناس تسامع به الصفاقسيون من علماء وعامة فأحاطوه بكل احترام و تبجيل وتقدير، ولما فكر في الزواج وجد في صفاقس العائلة التي زوّجته ابنتها…
تصرّف مريب
لكن… لكن..لكن بدأ الشك والظن في صدور بعض الصفاقسيين في حقيقة هذا الفرنسي الذي أسلم وحجّ وسمى نفسه (الحاج عمر) فوجهوا نحوه العيون يراقبون حركاته وإذا ببعض البحارة يكتشفون الحاج عم يخرج للبحر ويركب قاربا بحريا ويتجول به بين الشاطئ الذي فيه المد والجزر وبين البحر الحي وبيده آلة قيس يقيس بها عمق الماء…ويسجل ذلك في خريطة خاصة…
وما اكتشفه بعض البحارة أخذ خبره ينتشر وتفطن لذلك الحاج عمر (ليون روش) ففرّ و(بات ما صبح) أيقن الناس أن (ليون روش ) كان جاسوسا وسموه (قيّاس الماء)…
جاسوس
وقد تبين أن هذا الجاسوس دخل صفاقس ليكتشف عمق البحر في صفاقس حتى تعرف البواخر البحرية الحربية حدودها في غزوها لصفاقس، وقد غزت صفاقس لما رفض الصفاقسيون معاهدة الحماية…
ويُقال إن هذا الجاسوس قد سبق ودخل قصر الباي وفاز بثقته وصار له نصوحا ومستشارا، ويقال إنه أخبر الباي أن مدافع صفاقس من نحاس فإذا أخذها يستفيد منها وذلك بسبكها وتحويلها إلى سكة نقدية، وقبل الباي النصيحة ونفذها فبقيت صفاقس بدون مدافع اتفق الخبراء فصنعوا مدافع أخرى من حديد حاربوا بها فرنسا في غزوها لكنها لم تكن قوية نافذة كقوة المدافع من نحاس…
أيها الأصدقاء لقد حدثتكم بما رويت فماذا تضيفون لتفيدوا أكثر ونزداد معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟؟