محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: علي بن حمودة قوبعة شهيد الحرب العالمية الثانية بصفاقس

كتب: محمد الحبيب السلامي
علي بن حمودة قوبعة شهيد الحرب العالمية الثانية بصفاقس، هذا العلم وُلد في أواخر القرن التاسع عشر..ودخل الزاوية والمدرسة فتعلم، ومنها دخل ميدان العمل، وفيه تدرب على حفر الآبار والبناء بمحبة فتمكن ونجح وتفنّن…
بناء الجمال والحُسن
فكان إذا بنى مبنى تميّز بالحسن والجمال..ففي الثلاثينات من القرن العشرين كُلف بإعادة بناء جامع سيدي عبد المولى السيالة وجامع أبي عبد الله محمد الصفار…فماذا فعل للجامعين المتجاورين الكائنين خلف جامع العجوزين؟
جمع بينهما في جامع واحد، فكان في شكله وبنائه ومحرابه وأعمدته أحسن وأجمل جامع بني في صفاقس، ولذلك صارت العائلات الصفاقسية تحتفل بعقد صداق أولادها فيه…وقد اشتهر باسم (جامع سيدي عبد المولى)…
هذا العلم علي بن حمودة قوبعة كان في ميدان العمل يلبس لبوس العمل، وفي وقت الراحة يتأنق فيلبس جبة وشاشية تتدّلى منها (كبيطة) وهي خصلة من خيوط طويلة سوداء…
الحرب العالمية الثانية
هذا العلم يوم 15 ديسمبر 1942 ركب (كاليسه)، و’الكاليس’ عربة أنيقة من خشب يجرّها حصان، هذا العلم ركب ‘كاليسه’ بعد صلاة العصر، في ذلك اليوم متوجها إلى بيته وعائلته، في ذلك اليوم بدأت الحرب العالمية الثانية في صفاقس…
كانت الجيوش الألمانية والإيطالية في الأرض، وجاءت القوات البريطانية المعادية بالطائرات من الجو تصب قنابلها على مواقع من الجيش الألماني، وتدّك بعض المواقع من مدينة صفاقس…
توفي شهيدا
كانت أول غارة، وكان عمري تسع سنوات، وما زلت أذكر أن سكان مدينة صفاقس قد فرّ الكثير منهم، ومعهم جاءت الأخبار تقول…ومما رويته في ذلك اليوم ولا أنساه ما يلي (دكت دار الكهرباء، ودمرت ماكينة غلولا…وضربت رصاصة الأسطى علي قوبعة وهو على كاليسه فوق قنطرة)…وتوفي…
وانتشر الخبر في صفاقس، وكل من بلغه ترحم عليه وذكره بخبر، وترك صغارا تعلموا وساهموا في بناء وطنهم…فبماذا سيذكره الأصدقاء اليوم لنزداد به معرفة وفهما..وأنا أحب أن أفهم؟