محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم ولد بـ غدامس وعاش في صفاقس ثم ودع: سالم بن مرسال شُهر ‘قمبو’

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم هو سالم بن مرسال شهر قمبو…هذا العلم في اسمه ولقبه تاريخ، فأبوه (مرسال)، ومرسال ليس عربيا والبحث يقول: إنه أسمر خرج هاربا من بلد في إفريقيا السمراء..وحط رحاله في مدينة غدامس الليبية..
من غدامس إلى تونس
وفي غدامس تزوّج وأنجب ولدا أسمر، سمّاه (سالم)…وسالم لما تجاوز سن المراهقة خرج من غدامس، هاربا من الاستعمار الإيطالي ودخل تونس العاصمة وحده…
وفي عاصمة تونس حطه الترحال في دار العكروت، وفي العاصمة بحث عن شغل، والشغل وجده في صناعة وغسل (الشاشية المجيدي ـ كبوس اسطنبولي) والمجيدي نسبة للسلطان عبد المجيد وإسطنبولي نسبة إلى إسطنبول)…
في صناعة وغسل الشاشية
هذا العلم الأسمر كان يعمل في صناعة وغسل الشاشية المجيدي مع واحد من عائلة بن فرحات…وعائلة بن فرحات لها صلة مصاهرة بعائلة الزعيم الهادي شاكر…والزعيم كان يتردد على هذا الدكان، فتعرّف على صاحبنا سالم واستظرفه فشجّعه على الدخول والعمل في صفاقس..
فدخل وفتح دكانا قرب سيدي الطباع، وفي هذا الدكان اشتهر، وفي هذا الدكان حدث له مع شريكه حريق، ولذلك توقف عن هذه الصناعة وكلفه الزعيم الهادي شاكر بنادي الحزب في نهج حنون…
انخرط في النضال
هذا العلم انخرط في الحزب والعمل السياسي والنضالي، فكان هو المسؤول عن رفع العلم التونسي في كل مظاهرة، وكان من دعاة التجار للإضراب كلما تقرر إضراب احتجاجا على الحماية الفرنسية، وفي ثورة التحرير سنة 1952، أُدخل السجن..
هذا العلم بقي في حزب بورقيبة، ولما استقلت تونس كُلف بدور (حاجب) في مندوبيات الحزب ثم في لجنة التنسيق، يتقاضى من الحزب منحة بسيطة إلى أن تقاعد..
تزوّج وأنجب
هذا العلم سمّاه تجار السوق (قمبو)، فصار بهذا اللقب يُعرف
هذا العلم سالم بن مرسال شهر قمبو، تزوج خيرة الطرابلسي، وسكن معها في شقة بنهج ابن خلدون، وأنجبا خمسة ذكور وهم: عزوز وطاهر وناجي والهادي ومحمد المتخرج من مدرسة ترشيح المعلمين، وتوظف في المعهد الفني، واندمج في الحياة الكشفية، وقد حرص سالم قمبو على تعليم أولاده كلهم فتعلموا وعملوا معتمدين على أنفسهم..
صاحبنا العلم سالم قمبو، ولد بـ غدامس سنة 1912 وحان أجله في صفاقس في 30 جوان 1988، فودعته أسرته وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟