صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم مر بصفاقس فترك أثره ثم ودع: محمد الناصر الموحدي…

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هو محمد الناصر بن يعقوب بن عبد المؤمن الموحدي…هو من أشهر ملوك الدولة الموحدية لما توفي أبوه وجلس على كرسي السلطة بعده وجد بني غانية قد استولوا على أغلب المدن التي كانت تحت حكم الموحدين…

فأعدّ جيشا قويا بعدده وعتاده وبه طارد بني غانية أينما كانوا واسترد المدن التي افتكوها ومنها مدينة صفاقس، دخل صفاقس منتصرا منصورا وذلك سنة 1204

مشكل العطش

رحب به أهالي صفاقس.. واستمع إلى مطالبهم وشكواهم، وقد اتفق الجميع على الشكوى من (العطش) صفاقس كانت ومازالت مشكلتها مع قلة الماء فـ المطر لا ينزل عليها في كل سنة وإذا نزل عاما تتسرب مياهه في مجاري الأودية، وإذا اشتكى أهالي صفاقس من العطش لمحمد الناصري الموحدي سنة 1204م فإني قد قلت لوالي صفاقس المرحوم الهادي البكوش سنة 1967 لما حاورته في أول برنامج إذاعي أنتجته بإذاعة صفاقس وعنوانه (شيء من وقتك) ماهي أهم مشكلة وجدتها في صفاقس؟

فكر الوالي ثم رد السؤال عليّ فأجبته وقلت له ما قاله أهالي صفاقس للناصر الموحدي (مشكلة الماء مشكلة العطش)، فهل تعرفون بماذا وكيف ساعد الناصر الموحدي على حل المشكلة؟

حل الموحدي

سأل عن عدد سكان مدينة صفاقس فرأى أن عدد السكان قليل وأنه يكفيهم من الماء في اليوم الواحد (ملء ماجل) وأيام السنة 366، ولذلك يكون الحل لمشكلة العطش في صفاقس ببناء ثلاثمائة وستة وستين ماجلا يُشرف عليها أعوان السلطة ولا يوزعون على السكان في اليوم الواحد إلا ماء ماجل واحد..
وما قرره الموحدي تم تنفيذه وظهرت في صفاقس (الناصرية) مفخرة تحكي تاريخ القول والفعل، ولما امتدت قنوات مياه سبيطلة في صفاقس ولما استقلت تونس ولما تقررت زيارة وسيلة حرم الرئيس بورقيبة رأى المسؤولون أن يكرموها بتدشين أول معهد ثانوي للبنات بصفاقس بُني على أنقاض (تاريخ الناصرية) لم يبق من الناصرية إلا القليل المهمل وبقي في الأدب الشعبي لغز يذكر وهذا نصه (نسألكم على أنثى رمية هي من عصر الجد ترضع ثلاثمائة وستة وستين ولد(
ذاك تاريخ وذاك رجل ترك في تاريخ صفاقس صفحة فهل اطّلع عليها الأصدقاء؟ ماذا يعلقون عليها ويضيفون لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى