محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم كتب تاريخا في صفاقس ثم ودع: علي بن خليفة

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا الرجل، هذا الفارس، هذا البطل المجاهد تروى عن حياته روايات نختار منها هذه، يروى أنه علي بن خليفة بن راشد النفاتي، يُروى أنه سليل عائلة شريفة يرجع نسبها إلى عرش نفات المنحدرةً من قبيلة سليم النجدية التي قدمت إلى تونس مع الزحف الهلالي، وتفرعت بين صفاقس وقابس…
يروى أن علي بن خليفةً ولد بصفاقس سنةً 1807، فيما يسمى اليوم (بئر علي بن خليفة) يُروى أنه كان قد أخذ حظه من العلم، واشتهر بالشهامة والذكاء والفروسيةً، ولأنه شارك وساهم في القضاء على معركة علي بنغذاهم، لأنه رأى فيها مقاصد شخصية وتضر بالوحدة الإسلامية التي تقودها الخلافة العثمانية باسطنبول…
وقف ضد معاهدة الحماية
عيّن الباي علي بن خليفة عاملا على منطقة في تونس، ورفعه في الجيش إلى رتبة لواء، ويُروى أنه لما علم أن الصادق باي عقد معاهدة الحماية مع فرنسا اعتبرها علي بن خليفة خيانة وخروجا عن الوحدة الإسلاميةً، وخلع بيّعته ووقف ضده مع من يقفون ضده…
ويُروى، أن علي بن خليفةً لما علم أن أهالي صفاقس رفضوا معاهدة الحماية، وقرروا التوّحد والجهاد لمنع دخول الجيش الفرنسي صفاقس استبشر علي بن خليفة بذلك، وعقد اجتماعا بجامع عقبة بن نافع بالقيروان، وجمع فيه قادة العروش، فوحّد كلمتهم وصفوفهم وتوجه بالمئات من فرسانهم والمئات من مشاتهم نحو صفاقس لينضم بهم إلى المجاهدين في صفاقس…
بنى قوة عسكرية
يُروى أن علي بن خليفة أشرف على حفر الخنادق بطول الشاطئ، في صفاقس، وتولى مسؤولية الإشراف على قوةً تكفلت بتوفير الأمان لخروج النساء والأطفال وكبار السن من المدينة ليستقروا في أرباض صفاقس، مع توفير الغذاء لجميعهم، يُروى أن العائلات الصفاقسية الذين يقطنون في الأبراج لما علم علي بن خليفة أن فيهم من قرروا التوجه بنسائهم وأطفالهم وعجائزهم إلى حامة قابس خوفا من هجوم العربان عليهم وقت الحرب، ردهم على بن خليفة وضمن لهم الأمان والسلامة…
سد منيع
ويُروى أن علي بن خليفة تكفل بوضع جنوده خلف الأسوار، ويروى أن المجاهدين في صفاقس وقفوا سدا منيعا ضد الجيش الفرنسي، ومنعوه من التقدم من البحر والوصول إلى البر، لكن لما وصلت المساعدات الكبرى للجيش الفرنسي من جنود وسلاح، ولما استطاع الجيش الفرنسي أن يحرّك الخونة والخيانة في صفاقس استطاع الجيش الفرنسي أن يدخل صفاقس، ويحدث في صفاقس مجزرة كبرى تحدثت عنها الوثائق…
ودع الدنيا
ولأننا نتحدث عن علي بن خليفة فإن التاريخ يقول أيس من النصر على الجيش الفرنسي، فتوجه نحو قابس، فوجدها محاصرة من طرف الجيش الفرنسي، فكسر حصارها، ثم توجه نحو ليبيا، وفيها استقر، وفي شهر نوفمبر من سنة 1885 توفي راضيا لأنه سيدفن في بلد لم يخرج عن الخلافة العثمانية، وبقي علي بن خليفة يُذكر بالرحمة فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟