محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الشهيد أبو يحيى بن الضابط

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا الشهيد هل تعرفونه؟ هل تذكرونه؟ هل ترون المكان الذي فيه علم الناس وقتل؟ هل تمرون بـ شارع في صفاقس يُقال له (سوق الذهب)؟…
هل تمرون بـ شارع في صفاقس يسمى (نهج سيدي التيجاني)؟ هل تعرفون جامعا في آخر ذلك النهج من الناحية الجنوبية يسمى (سيدي بو يحي)؟ سيدي بو يحي هو ابن الضابط ولُقب بذلك لأن والده كان ضابطا في جيش الدولة…
البدايات
ولد يحي في القرن السادس الهجري وحفظ القرآن وتعلم فكان من تلاميذ الإمام الفقيه الشيخ أبي الحسن اللخمي، ومن الطلبة الذين تعلم معهم والتقى بهم في حلقة دروس الشيخ اللخمي الطالب الإمام المازري من علماء المنستير..
ولد يحيى بن الضابط وعاش فترة وصفاقس يحتلها النصارى الذين عرفوا في التاريخ باسم (النرمان)، والنرمان في صفاقس وفي كل مدينة احتلوها ظلموا وعاثوا فسادا، كان الشيخ أبو يحيى يتولى إمامة المصلين وينشر العلم ويفتي من يستفتونه فكان بذلك محل ثقة أهالي صفاقس ولذلك كان يوجّههم للطرق التي منها وبها يجاهدون لتحرير صفاقس من نصارى النرمان كانت كلمته مسموعة وتوجيهاته مطبقة ومقبولة..
طلب النرمان
ويروي الشيخ مقديش في كتابه (نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار) أن النرمان طلبوا من أهالي صفاقس الزيت ليرسلوها إلى أهاليهم بصقلية دون مقابل، فضاق الناس من هذا الطلب واتفقوا على العصيان، لأن ابن الضابط يعرف بثاقب فكره أن العصيان سيدفع النرمان إلى تسليط عقوبات شديدة على الناس…
نادى كبار الصفاقسيين وقال لهم مروا النرمان بإحضار مراكبهم وأوعيتهم فلما أحضروها أشار ابن الضابط على من يثق فيه من الصفاقسيين أن يملأوا الأوعية في غفلة بالماء ففعلوا ولما راقبها النرمان رأوها ملئت زيتا، ولكن لما وصلت إلى صقلية وجدوها مملوءة ماء..
عاقبوه بالاغتيال
ولما تكررت هذه العملية قرر النرمان تسليط عقوبات على أهالي صفاقس وتبين للنرمان أن هذه حيلة جاءت بتوجيه من ابن الضابط فدخلوا عليه في زاويته، وهو يقرأ القرآن وحوله جماعة من الفقهاء فقتلوه وقتلوا من حوله…
وهكذا ودع الشيخ الإمام العالم يحي ابن الضابط الدنيا ومات شهيدا وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر فهل يذكره الأصدقاء؟ وبماذا يذكرونه لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟؟