صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الحاج محسن الفراتي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

محسن الفراتي…هذا الرجل الصفاقسي ذكره وزير التعاضد في اجتماع عقده بصفاقس لترويج سياسته هذا الرجل وجده أحمد بن صالح صاحب الخمس وزارات وهو وسط صفوف الحاضرين الذين اجتمعوا في مبيت معهد 9 أفريل بصفاقس ليستمعوا إلى خطاب الوزير…

في اجتماع بن صالح

فقال الوزير بن صالح وكأنه يتباهى بنجاحه في سياسته وقضائه على الطبقية (هاهو الحاج محسن الفراتي في وسط الحاضرين وليس في الصفوف الأولى)، ما قاله الوزير بقي يُذكر وكأنه يتهم الحاج محسن الفراتي بأنه لـ غناه وثروته يتعالى ولا يضع نفسه إلا في الصفوف الأولى..
ما قاله الوزير في ذاك الاجتماع الذي كنت فيه حاضرا لا أنساه ورأيت أن أذّكر به لأتحدث عن الرجل الصفاقسي الذي شرّف صفاقس بصدقه وإخلاصه في المسؤوليات التي تحملها والمؤسسات التي أدارها وخدم بها بلاده لينفع العباد والبلاد لا ليحتل الصفوف الأولى والكراسي الأولى في البلاد…

البدايات

هذا الحاج محسن الفراتي ولد بصفاقس سنة 1913 من والديه الفاضلين محمد وعيشوشة الفراتي لما تهيأ للتعلم أدخله أبوه المدرسة، وبعد أن قضى سنوات تحصل على الشهادة الابتدائية فاكتفى بها وقد وجد فيها وبها المفتاح الذي يساعده على الاندماج في مجتمعه فكيف اندمج؟
هو ابن عائلة فلاحية تملك الأرض والشجر، ولما قرر عدد من التونسيين تكوين منظمة ترعى الفلاحة كان الحاج محسن معهم في تونس العاصمة وفي صفاقس فرضت ظروف التداول، فيتولى سنوات رئاسة اتحاد الفلاحين أ فلا يكون في الصفوف الأولى عندما تعقد ندوة أو اجتماع تدرس فيه قضايا الفلاحين؟

معاصر الزيتون

هو ابن عائلة تملك معاصر الزيتون وفي موسم عصر الزيتون تكون حاضرةً وصاحبنا كان حاضرا واكتسب خبرة أ فلا يكون حاضرا بخبرته ويتحمّل مسؤولية (نقابة معاصر الزيتون)؟
أ فلا يكون في الصف الأول في كل اجتماع يعقد للنظر في مشاكل المعاصر؟ هو الحاج محسن الفراتي الذي اتصلت حياته بالزيت من الشجرة إلى عصر الزيتون والتجارة في الزيت..
أ ليس هو الذي علم ويعلم تاريخ اليهود في تجارة الزيت ومضارباتهم في سوق وأسعار الزيت والأضرار التي ألحقوها بعدد من الصفاقسيين الذين عصروا وتاجروا في الزيت؟ هذا الحاج محسن الفراتي ألم يكن يعلم دور اليهود وهم يديرون مؤسسة (زيتاكس)؟ فهل يرضى ويرتاح أم يحرص على افتكاك (زيتاكس) وإدارتها لتؤدي خدماتها بما ينفع ويفيد صُنّاع وتجار الزيت في صفاقس؟
ولقد مد يده فافتكها وأدارها أفلا يكون في الصفوف الأولى؟ وتؤسس تونس ديوان الزيت لحماية ثروة تونس أفلا يكون الحاج محسن عضوا فيه؟ وتستقل تونس وتبعث المجلس الاقتصادي والاجتماعي أفلا يكون صاحبنا عضوا فيه؟ وهذا المجلس العالمي للزيوت بمدريد ألا يعترف بخبرة الحاج محسن الفراتي الصفاقسي ويدعوه ويضع له مكانا في الصفوف الأولى حتى يُدلي باقتراحاته وليدة خبرته؟
أكتفي بما قدمته لأقول جلس الحاج مُحسن الفراتي في الصفوف الأولى ليخدم اقتصاد بلده ولما تدخلت السياسة وغيّرت السياسة المؤسسات واستغنت عن الذين تحمّلوا المسؤوليات في المؤسسات جلس الحاج محسن في الوسط على مقاعد الفرشة، ولما عادوا إليه عاد يواصل خدمة البلاد والعباد بعيدا كعادته عن السياسة…

عائلة الحاج مُحسن

هذا صاحبنا عاش لوطنه وبلده ولنفسه ولبيته وفي بيته تزوج السيدة الفاضلة (منجية سلامي) وأنجبا ذرية صالحةً (منذر مهندس ـ مالك مهندس ـ ماهر طبيب ـ محاسن زوجة المحامي عبد العزيز بن الطيب كمون وحمدة الذي أدى دوره وتقاعد وهو الذي تفضل بحسن أخلاقه فمدنا بما أفدناكم به، لما جاء أجل الحاج مُحسن الفراتي بعد أن دوره في الحياة بما يرضي الله والناس ودع الدنيا سنةًً 1987 وودعه أولاده وأحفاده وودعته تونس وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفةً وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى