محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: محمود بن الصادق القلال

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا المواطن التونسي سجل في تاريخ صفاقس صفحة لم يسجلها غيره هذا المواطن محمود بن الصادق القلال ولد في جويلية ًً1927ولما بلغ سن الدراسة دخل مراكز التعليم، فأخذ حظا ولما تهيأ للعمل دخل ميدان التجارة وقرب جامع سيدي بوشويشة فتح دكانا للتجارة…
العقرب في صفاقس
وفي هذا الدكان صنع وكتب اسما لم يكتبه غيره صاحبنا صفاقسي وصفاقس كما اشتهرت أرضها بالزيتون واللوز والعنب والتين، فقد اشتهرت (بالعقرب) تعيش وتكمن في (الطوابي) التي بناها الأجداد لتفصل بين الجيران وغرسوا فيها (ضلف الهندي)، وبها يعرف كل صاحب جنان حدوده….
كانت العقرب في صفاقس لدغتها مؤذية وقاتلة أحيانا وكانت العقرب تخرج في الصيف وخاصة في شهر أوت، وهي تدب وتدخل البيوت ولذلك قد تلسع صاحب البيت وهو في فراشه..
في صفاقس كان الكثير من الصفاقسيين يتخذون في بيوتهم أسلحة لكشف العقرب والقضاء عليها كان بعض المؤدبين يستيقظون قبل فجر أول يوم من شهر ماي العجمي ويكتبون على ورق هذه الرقية (سلام على نوح في العالمين أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق)، والرقية يجعلون منها حجابا يعلقونه على صغارهم ويلصقونها خلف أبواب بيوتهم نعم روى ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم رُوي عنه دعاء للوقاية من العقرب ولكنه لم يأمر بكتابتها في يوم معين ولا في تعليقها…
وفي صفاقس كان أهل بعض العائلات يداوون الملدوغ بقطرات من (لمنياك وشراب التفاح وشيء من دقيق قرن الكركدن) زيادة عن شلط مكان اللدغة لإخراج السم مع الدم ثم صار الملدوغ يسرع للمستشفى يطلب الدواء…
جمع العقارب
وفي صفاقس بعض تجار التصدير كونوا فرقا من الشباب لجمع العقارب من مكامنها في مواعين خاصة، وذلك لتصدير العقارب إلى فرنسا وألمانيا لاستخراج سمومها، فـ غرام من سم العقرب يساوي ذهبا وهم يصنعون منه أدوية خاصة..
في هذه الظروف ظهر صاحبنا محمود بن الصادق القلال ظهر بدواء فتاك يقضي على العقرب، وهو في متجره يبيعه واشتهر هذا الدواء بين الناس فقد ثبتت لهم فاعليته ومرت عشرات السنين ومازال يعرف ويذكر ويذكر صاحبه (قلال العقرب) وقد شارك محمود القلال بهذا الفتاك في معرض صفاقس سنة 1958 ولما زار الرئيس بورقيبة المعرض واطلع عليه أسند لمحمود القلال الجائزة الأولى..
مناضل ضد العقرب والاستعمار
هذا صاحبنا محمود القلال الصفاقسي ناضل ضد العقرب وناضل ضد الحماية الفرنسية فكان عضوا في شعبة مركز كمون وفي ثورة 1952 ساند المناضل الطاهر كمون ووضع نفسه وسيارته في الميدان يربط الصلة بين المسؤولين عن الثورة ويسافر بالمناشير والرسائل هذا محمود بن الصادق القلال يتزوج السيدة الفاضلة مفيدة بن مراد وينجبان من الأولاد الذكور والإناث (فاروق سميرة نجوى جميل ورياض الذي مدنا مشكورا ببعض البيانات…
ودع الدنيا
ولما جاء أجل محمود ودع الدنيا بنفس راضية وقد ترك ذرية صالحة تعلموا وهم ينفعون البلاد والعباد توفي محمود فودعته أسرته وودعه أهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟