محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: علي بن الحاج محمد خماخم

كتب: محمد الحبيب السلامي
عائلة خماخم في صفاقس عُرفت وفي صفاقس تفرعت… وظهر منها العالم والمناضل والموسيقي والرياضي والفلاحي والتاجر، ومنها من هاجر إلى ليبيا واستقر…
البدايات
وفرع هذا العلم واحد من عائلة خماخم ولد بصفاقس في 23 جانفي 1923 هذا العلم أدخله أبوه الحاج محمد مدرسة فرنسية ليفوز بالشهادة الابتدائية، وبالشهادة الابتدائية ينجو من التجنيد في الجيش الفرنسي…
وبهذه الشهادة يفتح في وجهه الباب ليكون معلما وكم من المعلمين عملوا في المدارس الابتدائيةً وهم لا يحملون غير الشهادة الابتدائيةً التي كان لا يفوز بها التلميذ إلا إذا كان متمكنا من اللغتين الفرنسية والعربية…
هذا علي خماخم فاز بالشهادة الابتدائية لكنه رفض أن يكون معلما وسار في الطريق الذي كان الصفاقسيون يسيرون فيه وهو طريق التجارة، صاحبنا اختار التجارة في سوق الكامور… وسوق الكامور تعرض فيه أغلب ما تنتجه الشجر في صفاقس…ففيه يُباع اللوز والزبيب والشريح والخروب والفول والحمص والعدس وغيرها…والسلع تعرض في قفاف عرضا ذكيّا جميلا في سوق الكامور الجميل…
فتح دكانّا
في سوق الكامور أيام زمان فتح علي خماخم دكانا وبثقته عُرف وكثُر حرفاؤه ًمن دكان سوق الكامور كسب علي خماخم مالا رأى أن يسلك به طريق الفلاحة الذي سلكه جدوده، فكر في عقد مغارسة والمغارسةً تكون في أرض تونسية بيد معمر، علي خماخم واليهودي الفرنسي المعمر (خموس عزرية)…
فقد كانت السلطة الفرنسيةً في عهد الحمايةً تضع أيديها على الأراضي البيضاء وكل أرض تعطيها لمعمر فرنسي أو يهودي ولا تعطيها لتونسي مسلم والمعمر يقسمها قطعا، والقطع يعرضها على فلاحين تونسيين ليقوموا بإحيائها وتشجيرها حتى إذا أثمرت أخذ التونسي منابه حسب عقد المغارسة والباقي للمعمر…
هناشر وضيعات
وهكذا كوّن المعمّرون بتونس (هناشر وضيعات) خموس عزريةً ماطل علي خماخم في القسمة، وذلك ليستغله بورقيبة وضيعات المعمرين لما استقلت تونس أمّم بورقيبة كل ضيعات المعمرين فصارت ملكا للدولةً التونسية المستقلة والدولة التونسية أخذت من كل ضيعة معمر ما لها وسلمت لكل مغارسي تونسي منابه ولذلك بقي علي خماخم في ضيعته يعطيها من عرقه وتعطيه من ثمارها دون أن يكون معه شريك…
صاحبنا والتعاضد
علي خماخم مواطن مدني ملتزم لذلك لما فرض عليه في التجارة التعاضد وافق وتعاضد ولما سقط مشروع التعاضد عاد لدكانه تاجرا وبقي فيه يستقبل خيرة من العلماء يستفيد منهم علما منهم الشيخ علي الطرابلسي والشيخ البركاوي ولما غلبه المرض والشيخوخة لازم بيته لا يخرج إلا لصلاة الجمعة…
تزوج صاحبنا السيدة الفاضلة ياسمينة بنت الفاضل الحاج حسن كمون فأنجب منها، رضا القاضي المستشار بأبي ظبي، والدكتور ماهر في الإعلامية بجامعة الملك عبد العزيز، كما أنجب أحمد أستاذ الرياضيات والدكتور زهير في الطب الشرعي ومحمد في دنيا العمل ومع الأولاد الذكور أنجب ثلاث بنات توجهن للعمل في الصحة، لما جاء أجل علي بن الحاج محمد خماخم ودع دنياه راضيا وودعته أسرته أولاده وأحفاده وودعه أحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟