صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الطاهر شيخ روحه

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم صفاقسي من عائلة أصيلة عُرِف عدد منها بالعلم والعدالة والقضاء والإعلام، هذا العلم قيل إنه ولد سنة 1890 وقيل إنه ولد سنة 1894 سمّاه أبوه الطاهر…

في طلب العلم

دخل المدرسة الابتدائية طوى سنة الدراسة وفاز بالشهادة الابتدائية فتمكن من اللغتين العربية والفرنسية في التعليم أهلته الشهادة الابتدائية ليكون معلما في المدرسة الأدبية المشهورة في صفاقس باسم (مكتب السلامي)، وكان مديرها الحاج حمدة شيخ روحه

في الإدارة

وجد الطريق في العمل الإداري فسار فيه ودخل (إدارة الملكية العقارية) وبقي فيها إلى التقاعد،

في السياسة

صاحبنا الطاهر شيخ روحه وطني رافض للحماية الفرنسية بتونس وظلمها، ولذلك لما أسّس في تونس الشيخ عبد العزيز الثعالبي الحزب الحر الدستوري التونسي وزار بعض قادة هذا الحزب صفاقس، كان صاحبنا الطاهر يجتمع بهم ويستمع إلى أقوالهم ولما أسّس علي القرقوري في صفاقس أول شعبة دستورية سنة 1922 تنتمي لحزب الثعالبي كان صاحبنا الطاهر من المنخرطين في هذه الشعبة، وكان من المدعمين لها فهو يطوف في الأسواق بصفاقس ويجمع التبرعات..

ولما انشق حسن القلاتي وصحبه عن حزب الشيخ الثعالبي سنة 1921 وأقبل قادته على صفاقس ليجمعوا الأنصار كان صاحبنا الطاهر شيخ روحه من الواقفين ضد الحزب الإصلاحي متصلا بمن انخرطوا في الحزب الإصلاحي مقنِعا لهم بذكائه وكفاءته في الحوار يدعوهم للانسلاخ من حزب الإصلاح والعودة لحزب الثعالبي…

رفع المظلمة

ويروى أنه في جولة بالأسواق في يوم جمع لحزب الثعالبي أربعين من الأنصار في بيته كانت شعبة حزب الشيخ الثعالبي تعقد اجتماعاتها في بيوت الأنصار، لذلك فتح صاحبنا الطاهر بيته لهذه الاجتماعات ويروى أن اجتماعا انعقد في بيته ضم (ثمانمائة) كانوا بصوت واحد يطالبون باستقلال تونس ورفع مظلمة التمييز بين الموظفين الفرنسيين والتونسيين في الجراية بدعوى أن حياة الفرنسي مدنية حضارية تتطلب جراية عالية، بينما التونسي يكتفي في حياته بالخبز والزيتون و’الشكشوكة’..
هكذا كان يقول الفرنسيون فقاوم التونسيون هذه السياسة الفرنسية الساخرة…

في كرمه ودينه..

كان إمام صلاة العيد يخرج من بيته ويكرم رجال الدين في الصحافة في الثلاثينات من القرن العشرين صدرت بتونس عدد من الصحف وكان صاحبنا الطاهر يشتري ويطالع كل صحيفة تونسية تصدر، ولذلك تجمعت في بيته أكياس من الصحف أهداها بعد تقاعده لشاعر صفاقس محمد الشعبوني والشعبوني طالعها وأنتج منها بإذاعة صفاقس برنامجا عنوانه (صحف مضت)، وألّف بها كتابا نفيسا عنوانه (الصحافة بصفاقس)…
وبعد وفاة الشاعر الشيخ الشعبوني أخذت منها أربعة أكياس وسلمتها للأديب الإعلامي مصطفى الجد رئيس رابطة الأجيال أخذها وأفرد لها غرفة في نادي الرابطة وعرضها بنظام للباحثين…

الطاهر في هواياته

كان من السباقين لتجهيز بيته بالراديو والحاكي ليتمتع بالاستماع إلى أغاني أم كلثوم ومن هواياته أنه كان يصنع المراوح من جريد النخل ويهديها لأصحابه ومن أصدقائه العدل بجمعية الأوقاف المرحوم عمر كمون..

زواجه وأولاده

تزوج في شبابه بالسيدة آمنة شيخ روحه فلما توفيت تزوج أختها عائشة وأنجب (محمد وفاطمة ومحمد الهادي ومحمد محي الدين وليلى وهي الباقية من أولاده على الحياة حفظها الله ولها ولأحفاده الشكر على مساعدتنا)..

النهاية

لما جاء أجله توفي سنة 1974 مودعا الدنيا الفانية ومودعا من أولاده وأحفاده وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى