صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الشيخ المدني الطاهر عبد الهادي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ولد هذا العلم في بيت أبيه، في بيت الشيخ المدني حسونة عبد الهادي، فسماه أبوه (الطاهر) ابتغاء أن يؤدي رسالة في الدنيا طاهرة وهو بها طاهر….

في المدرسة

قضى صباه يرى ويسمع أباه يذكر الله وينشد فكان يقلده ويردد، بلغ سن الدراسة والتعلم فأدخله مدرسة قرآنية حفظ فيها القرآن واللغتين، وانتقل إلى مدرسة فرنسية عربيةًً، فما غادرها ألا وهو يحمل الشهادةً الابتدائية، قدمه أبوه لشيخ الطريقة المدنية محمد المدني فرحب به، واصطحبه معه في رحلته بالسواسي سنوات…فيها تشبع بالطريقة الصوفيةً وأذكارها ومدائحها…

عودة إلى صفاقس

عاد إلى صفاقس، وفي صفاقس انضم إلى جمعية المحافظة على القرآن الكريم والأخلاق الفاضلةً، فكُلف بتعليم القرآن…وفي صفاقس لازم دروس الشيخ العلامة علي الطرابلسي في جامع سيدي عبد المولى…
وفي صفاقس كلف في جامع سيدي عبد المولى إمام خُمس، وكلفته جمعية المحافظة على القرآن بإلقاء دروس وعظ وإرشاد بإصلاحية عقارب…
ولأن الشيخ الطاهر عبد الهادي مدني من أب مدني فقد أنشأ بجانب بيته جامعا للصلاة والعبادة، ولاستقبال مريدي طريقته، فأقبل عليه الروّاد، وأغلبهم من الشباب، ومن الشباب كوّن فقها وخطابة عددا تولوا إمامة المصلين في المساجد يوم الجمعة…

أقام سهرات صوفية

وفي هذا الجامع كان يقيم سهرات صوفية فيها نصوص من الذكر، ومنها الذكر بـ (إه ) على أنه اسم من أسماء الله الحسنى وهو ما ينكره عليهم أهل العلم والفتوى..
وهذه السهرات قد تدوم أياما، ويشارك فيها البعيد والقريب ولذلك وفر الشيخ الطاهر عبد الهادي لضيوفه المبيت وواجبات الضيافة ولعل هذا يدل على أن الشيخ المقدم على الزاوية يتلقى من المريدين تبرعات…

ودع الدنيا

هذا الشيخ المدني الصوفي الذي أكرمه الله بقامة كاملة ووجه جميل مشرق وكفاءة في الحوار والحديث…حان أجله في 7 أفريل 2003، فودّع الدنيا الفانية إلى الدار الباقية، وودعته أسرته وأحبابه ومريدوه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر، ودفن في الجامع الذي بناه…
وفق الله ابنه الأستاذ المداني عبد الهادي على مواصلة تبليغ رسالة أبيه الطيبة، فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى