كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا الرجل أبوه هو عبد الله السيالة الذي حدثتكم عنه يوم أمس، هذا شابه أباه، وقديما قيل…من شابه أباه فما ظلم…في التعليم نجد صالح السيالة يدخل الزاوية ليتعلم القرآن، ويدخل المدرسة العربية ـ الفرنسية فلا يغادرها إلا وفي يده الشهادة الابتدائية…
ينضم إلى الفرع الزيتوني، يتابع فيه الدراسة سنوات ثم ينقطع ويتخذ من المجلات المصرية مقالات سياسية ينسخ منها مناشير وطنية ينشرها سرا، واتُهِم فيها فأنكر …
في الثقافة…
كان يحب المطالعة…ولما تأسس فرع جمعية الشبان المسلمين بصفاقس وبعثت في ناديه مكتبة كان فيه مطالعا، ومن المجلات يحفظ مقالات، وفي بعض الصحف يكتب وينشر مقالات وطنية..
صالح السيالة في السياسة والمجتمع…
كوّن مع زملائه جمعية قدماء المدرسة العربية الفرنسية ليجتمعوا ويناضلوا…لما أسس علي القرقوري بصفاقس أول شعبة دستورية تابعة لحزب الشيخ الثعالبي كان من منخرطيها والناشطين فيها…
صالح السيالة في جمعية النجم التهذيبي المسرحي…
وفي مسرح صفاقس القديم كانت الجمعية تُقدم مسرحيات ذات أهداف وطنية…وكان الإقبال عليها كبيرا، وفي الراحة بين الفصول كان أعضاء الشعبة يخطبون خطبا وطنية حماسية تدعو إلى النضال ضد سلطة الحماية، وكان صالح السيالة من الخطباء…
وقد تقدم الجمعية مسرحيات لترفع ثمن تذاكرها لتجمع مالا تدعم به مشروع تعليم التلاميذ المطرودين من المدارس، وكان صالح السيالة يشارك في حملة بيع التذاكر، وقد تفطنت سلطة الحماية إلى خطر هذه الجمعية التي تدّعي الثقافة وتقدم السياسة…فكانت تحذرها، وتهددها بتوقيفها ،وقد نفذت وعيدها مرة….
صالح السيالة في المعارك والخلافات السياسية
لما انشق بورقيبة وصحبه عن حزب الشيخ الثعالبي، وكوّنوا في قصر هلال الديوان السياسي، وأسّسوا في صفاقس شعبة برئاسة الهادي شاكر…حدث خلاف بين أنصار الشيخ الثعالبي وأنصار بورقيبة، وصار كل فريق يعقد اجتماعا يتدخل أنصار الفريق الآخر للتشويش عليه وإفساده…فكان صالح السيالة يناصر فريق الثعالبي. ويفتح داره التي كانت قرب باب الجبلي للاجتماعات…
وفي هذه الدار كانت تحدث معارك…وفي عهد التعاضد هدمت الدار مع الدكاكين المجاورة وأسست في المكان مغازة المدينة…وعاش صالح وهو ينتمي إلى حزب الشيخ الثعالبي ولما حدثت قضية زوجة الشيخ القاضي الحشيشة في حفل عرس ابنته بفرقة ادعت كذبا أنهم مكفوفون خرج مع قادة المجتمع مطالبا بعزل القاضي وطرده…
صالح السيالة في دنيا العمل…
فقد تعاطى التجارة…وأدى دورا في شركة السكك الحديدية، فقد رأيته في لباس العمال سنة 1959 بمحطة القطار بالمتلوي وهو يؤدي دورا بين العربات في قوة ونشاط…
صاحبنا والأسرة…
تزوج صالح الزوجة الأولى، وبعد أن أنجبت، طلقها لأسباب تهمه، وتزوج غيرها، وبعد أن أنجبت طلقها لأسباب تهمه، ورجع إلى الزوجة الأولى وراجعها…
أنجب ذرية شجعها على التعلم فتعلموا واحتلوا مراكز في بلادهم ومجتمعهم، وهم شكيب وأنور، والشاذلي، وخالد، وسنية، وأسماء…
النهايةً…
لما جاء أجله ودع الدنيا وودعته أسرته وأهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فماذا يقول الأصدقاء عنه لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟
