محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عبد الله السياله

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم ذُكر وحُفظ في كتب التاريخ…هذا تحدّث عنه وعرّفنا به الدكتور عبد الجليل بن عباس في كتابه (الحركة الوطنية بجهة صفاقس 1920=1955)…
من الكتاب نعرف أن صاحبنا ولد سنة 1883، منه نعرف أن والده سماه عبد الله، وأنه لما بلغ سن الدراسة أدخله أبوه المدرسة العربية ـ الفرنسية بصفاقس، منه نعرف أن عبد الله بقي في المدرسة ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره غادر المدرسة وفي يده شهادة ابتدائية تدل على أنه تمكن من اللسانين: العربي والفرنسي …
منه نعلم أن صاحبنا ينتمي إلى عائلة عريقة ثرية، وأن صاحبنا كان يملك عقارات، ومعصرة زيتون، ويتعاطى التجارة…
وطني مناضل
من الكتاب نعلم أن صاحبنا عبد الله كان وطنيا سياسيا مناضلا، ولذلك ساند علي القرقوري لما أسّس بصفاقس سنة 1922 أول شعبة دستورية تابعة للحزب الحر الدستوري التونسي الذي أسسه الشيخ المرحوم عبد العزيز الثعالبي، فقد كان صاحبنا عبد الله السيالة يدعم بالمال، ويشارك في الإضرابات والمظاهرات المنادية باستقلال تونس…
كان رجل ثقافة
ومن الكتاب نعلم أن صاحبنا عبد الله السيالة كان رجل ثقافة، فهو من مؤسسي جمعية النجم التهذيبي المسرحي وترأسها في بعض دوراتها، وهو من مؤسسي جمعية الموسيقى العصرية بصفاقس، ومن الكتاب نعلم أنه كان عضوا في بعض مجالس بلدية صفاقس، ومما رويناه عن حفيد من أحفاده أنه بحث عن كاتب يتولى ضبط شؤونه المالية، والقيام بواجباته الإدارية فانتدب لذلك الشاب (عامر بوريشة)، الذي ذكرناه في أعلام صفاقس، ولثقة عبد الله السيالة في عامر بوريشة وتقديره له قبل يده لما تقدم وخطب ابنته الشابة (جميلة السيالة) وزوّجه إيّاها، وهي التي نوهنا بها وذكرنا أنها أول فتاة صفاقسية فازت بالشهادة الابتدائية، وأول فتاة ركبت الدراجةً…
علّق أوسمة
هذا المواطن الصفاقسي ترونه في الصورةً أنيقا، وقد علق بعض الأوسمةً قد تكون وصلته من بعض البايات تقديرا لنشاطه في خدمة بلاده، هذا المواطن صاحبنا عبد الله الذي ولد في أواخر القرن التاسع عشر حان أجله وتوفي في أواسط القرن العشرين فودع الدنيا وودعته أسرته وأهله وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا يعلق الأصدقاء على مسيرته لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟