صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: رشاد المعالج

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

قبل أن أُقدم صاحبنا رشاد المعالج أستوقفكم مع هذه الكلمات…كلمة (سباغتي)، جاءت من اللغة الإيطالية…وأصلها (سباغيتي) فحُرفت في اللسان العربي وتعني السلسلة الغليظة، لأنها تصنع في شكل يشبه السلسلة…

كلمة (مكرونة )، أصلها (معكرونة ) فلما حرفت صارت (مكرونة) وفي بعض المعاجم اللغوية العربية يقال: كلمة تطلق على طعام من عجين على شكل خيوط يابسة، تطبخ في الماء، فلما تنوعت صارت كلمة تطلق على كل أنواع المكرونة…كلمة (باستا) كلمة إيطاليةً تطلق على كل أنواع المكرونة..

تاريخ المكرونة

اختلف المؤرخون في تحديد ظهورها وأول بلد ظهرت فيه…قيل ظهرت في عهد الفراعنة، وقيل ظهرت في الصين، وقيل ظهرت في روما…ولكنها عُرفت وانتشرت لما صنعت في إيطاليا..

المقرونة في صفاقس

ظهرت في تونس، ومن تونس اشترتها بعض العائلات الصفاقسية المتحضرة…ثم في صفاقس صُنعت…فمن هو أول صفاقسي صنعها؟ من هنا ندخل في الحديث عن علمنا وصاحبنا….
هذا العلم الذي يجب أن يُذكر ولا يُنسى، ولد في صفاقس في 14 مارس سنة 1912 أبوه أبوبكر المعالج سماه (رشاد)…وكان مكتمل الجسم، صبيح الوجه…
هذا العلم دخل المدرسة الابتدائية ولم يغادرها إلا وبيده الشهادة الابتدائية..
هذا العلم اتصل بالسيدين: محمد بن الحاج محمد السلامي وعبد القادر بن سالم شُهر بلقب ‘الدولةً’ وقد أقاما عمارة في منطقة سيدي جبلة بجهة باب الغربي، وفتحا فيها دكان تجارة، شجعاه فكان في دكان التجارة مساعدا…ناشطا ذكيا…
هذا العلم لاحظ في دكان التجارة (المكرونة)، تُصنع في تونس وتُباع في صفاقس…هذا العلم رشاد المعالج فكر في القرن العشرين، وقبل الحرب العالمية الثانية…فكر في بعث مصنع في صفاقس يصنع المكرونةً…عرض الفكرة على السيدين…السلامي وبن سالم، شجعاه، وقيل شاركاه مدّة

أول مصنع في صفاقس

ظهر في صفاقس أول مصنع للمكرونة صاحبه الصفاقسي رشاد المعالج..وبه دخلت المكرونة سباغتي مطابخ وموائد العائلات الصفاقسية، ودخلت معها (الفرشيطة ـ الشوكة)…
صاحبنا رشاد المعالج نجح وكسب من مصنعه، وتزوج السيدةً الفاضلة رفيعة بنت الشيخ المدرس محمد المنيف وأنجبا: بوبكر ورؤوف، وعزة، وأنور، وفتحية، وعدنان، وبخيتة…
طاف في أوروبا ومعارضها، وزار معارضها بحثا عن الطرق التي بها يطور مصنعه…أصيب صاحبنا رشاد المعالج بمرض فرض عليه السفر إلى تونس العاصمة للعلاج والمداواة فنقل مصنعه إلى العاصمة…

ودع الدنيا

وجد في العاصمة مصانع المقرونة يديرها يهود وإيطاليون…وهم أسبق…وهم أقوى فلم يقدر على منافستهم..فتوقف مصنعه…أثر المرض على صاحبنا رشاد المعالج ،فودع دنياه يوم 29 ديسمبر 1970، فودعته زوجته وأولاده وأحفاده وأحبابه بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى