صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: ونّاس كريم

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ولد وناس كريم بصفاقس من أبوين أصيلي قرقنةً..ولما بلغ سن الدراسة أدخله أبوه المدرسة، وانتقل من مدرسة إلى مدرسة ومن الثانية تحصل على الشهادة الابتدائيةً…

ونّاس والجيش

بالشهادة الابتدائية دخل المدرسة البحرية للجيش قضى فيها سنتين…كان هاويا مغرما بأغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب، وهو في كل مكان يرددها…وكان يحفظها من الحاكي الذي اشتراه أبوه

وناس والإيطالي كمبو

شجعه أبوه على تعلم الموسيقى فجلب له الأستاذ الإيطالي (كمبو) يعلمه قواعد العزف والترقيم الموسيقي، فتعلم وأتقن العزف على الكمنجة والعود، والعود يساعده على الغناء والتلحين كما يقول الأستاذ علي الحشيشة، في كتابه (السماع عند الصوفية والحياة الموسيقية بصفاقس)…

ونّاس وشافية رشدي

في سنة 1938 عزمت المطربة الفنانة الكبيرة الصفاقسية المغربية (شافية رشدي) تقديم مسرحية (عائشة القادرةً)، وفي المسرحية أغان لحنها ملحنون ولحنها وناس كريم فأعجبت شافية بألحانه وقدرتها وقدرته وبذلك شجعته على التلحين…فلحن…

ونّاس وعيد العروبة

في سنة 1946، احتفل العرب بأول عيد لتأسيس جامعة الدول العربية..وصفاقس السياسة قررت الاحتفال بهذا العيد، ويبدأ ليلا وفيه تشارك كل جمعية بنشيد تردده وهي تنطلق من ساحة بودوارة ،إلى باب الجبلي، إلى الطواف في شوارع المدينة التي تزيّنت دكاكينها…وفي النهار تجتمع هذه الجمعيات في الملعب البلدي مع الجماهير ويخطب فيها الزعيم الهادي شاكر…
وكانت أغلب أناشيد الجمعيات من تلحين وناس كريم…وأذكر نشيد جمعية مكتبة التلميذ الزيتوني مطلعه يقول (يا فتى زيتونة الخصراء بادر ،،،باغتنام النصر في الفجر المبين)

ونّاس وجمعية النجم التمثيلي

انضم إلى هذه الجمعية الصفاقسية العريقة، وفيها مثل ولحن العديد من الأغاني في مسرحياتها …

وناس في الإذاعة التونسية

بعد أن قضى مدة موظفا في بلدية صفاقس سافر إلى تونس، وفي تونس وجد باب إذاعة تونس في وجهه مفتوحا فدخل، وقدم خدماته بكفاءة وحسن تدبير…فقد كوّن في الإذاعة من الشبان الموسيقيين فرقة موسيقية…ولتكوينها على أسس فنية علمية جلب لها من مصر الأستاذ الموسيقي الكمنجاتي (عطية شرارة)، فحقق أهدافه خلال ثلاث سنوات…

(وناس والتلحين للمطربين والمطربات)

يمكن أن نقول…أنه لحن لكل المطربين والمطربات الذين ظهروا في حياته…والكثير من الأغاني التي لحنها اشتهرت…منها أغنية علية (عش يا فؤادي بالأمل) وأغنية صفية الشامية (يا أسمر ياجميل)…وأغنية نعمة (ما سلا قلبي ) وقد ترك ثروة من الأغاني التي لحنها فاقت الخمسمائة…

ونّاس والأسطوانة

سجّل ونّاس بعض أغانيه في اسطوانات منها الأغنية التي عرفت في أوائل الخمسينات، ومطلعها يقول ،(زيتون في الأغصان زان الغابة ـ احنا فرحنا كيف جات الصابة …هذه وغيرها بقيت حية تتردد في الإذاعة وغيرها…

ونّاس والتكريم

تقديرا لمكانته وكفاءته عبن عصوا قارا في لجنة التحكيم بمهرجان الأغنية العربية، كما أسند له وسام الاستحقاق الثقافي

النهاية

عاش وناس كريم سنوات عمره التي كتبها الله له، فلما جاء أجله ودع الدنيا وودعته أسرته وأحبابه وأهل الفن والثقافةً بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى