محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس مائة سنة ثم ودع: حسونة كمون

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم ولد من والدين هما: عبد الرحمان كمون ومنية كمون..
هذا العلم ولد بصفاقس سنة 1888 وتوفي سنة 1988..
هذا العلم أكرمه الله فأطال عمره، قضى مائة سنة، فكيف قضاها؟
هذا العلم حسونة بن عبد الرحمان كمون، أخذ في الزاوية والمدارس والتعليم الزيتوني ما يُثقفه وأفاده من علوم الدين والدنيا..
البدايات
هذا العلم في شبابه اهتمّ بالفلاحة ورعاية أملاكه، ودخل ميدان التجارةً ففتح دكانا في سوق الربع الواسع بصفاقس يبيع فيه البرنس، والجُبة، والفرملة والمنتان، والشاشية،
هذا العلم حسونة كمون بيته الذي ولد فيه وتربى وعاش فيه كائن في طريق العين بصفاقس، في حي عُرف بين الناس والسكان بـ (مركز العالية)..
بنى زاوية لتعليم القرآن
هذا العلم بحسه الثقافي والاجتماعي وجد في مركز العالية من يبني لصلاة الجماعة مسجدا..فرأى علمنا حسونة كمون أن يبني إلى جانب المسجد (زاوية) تعلم الأطفال القرآن والقراءة والكتابة وعلوم الدين فبنى ثلاث قاعات، ووضع إدارتها بين يدي المؤدب محمد كانون، وهو يستعين بمؤدبين…
بُنيت الزاوية قبل الحرب العالمية الثانية، وكان من مؤدبيها المؤدب الحافظ العارف بقواعد التجويد وقواعد التعليم الكفيف الشيخ قاسم شيحة، كما علم في هذه الزاوية، المؤدب الكفيف سالم الصامت، والشيوخ الزيتونيون: حامد بوعتور ومحمد بنحليمة وحامد دريرة والبشير حمزة…وفي هذه الزاوية تعلم كثير من الأطفال..
وفيهم من ختموا القرآن كتابة على الألواح وحفظا، وفيهم من تخرّج منها فانضم إلى المدارس القرآنية، وفيهم من انضم إلى التعليم الزيتوني…
أسرة حسونة كمون
..هذا العلم حسونة كمون، تزوج الزوجة الفاضلةً (منانة كمون)، فأنجب منها البنين والبنات، وقد حرص والدهم على تعليم البنات والبنين…تعلمت أسماء وتزوجت وعلّمت، وتعلمت نفيسة وتزوجت…أما الأولاد الذكور فقد تعلموا وأفادوا مجتمعهم…فـ عبد الرحمان طوى مراحل التعليم وتخرّج طبيبا من فرنسا، وانتصب للتطبيب في تونس العاصمة ولأن البعض من أبناء صفاقس يعتقدون أن الطبيب في العاصمة أكفأ من الطبيب خارج العاصمة كان بعض المرضى يتوسطون الأب حسونة كمون ليوصي بهم ابنه عبد الرحمان عند عرض أنفسهم عليه، أما ابنه الثاني محمود فقد كان مهندسا في الميكانيك، وعبد السلام تعلم وبعلمه أسّس في العاصمة (معهد الإحصاء)، والطاهر كمون بعد العلم اختار ميدان الفلاحة في ولاية نابل ونجح…
رحل بعد مائة عام
هذا العلم حسونة بن عبد الرحمان كمون أدى دوره في مجتمعه ،في خدمة وطنه ومجتمعه والجهة التي ولد وعاش فيها فقد كان فيها خير مرجع…
هذا العلم بعد مائة سنة قضاها في صفاقس حان أجله سنة 1988، فودع الدنيا الفانية إلى الدار الباقية فودعه أولاده وأحفاده وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما..وأنا أحب أن أفهم؟