محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: سالم القسمطيني

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم ولد في بيت القسمطيني، من أب هو محمد بن الحاج محمد القسمطيني وأم هي فطومة بنت محمد بن عمر
هذا العلم ولد في 13 أوت 1903، ولما بلغ سن الدراسة والتعلم أدخله أبوه الزاوية فتعلم القرآن وخرج من الأمية، هذا العلم أخذ طريق أخويه فتاجر سنوات بالمرونة
تاريخ ‘الكريطة’
هذا العلم لما عاد إلى صفاقس فكر، وقرر ونفذ دخل تاريخ (الكريطة ) ليسجل فيه صفحة لا تُنسى
الكريطة عرفت في تونس منذ مئات السنين..وهي عربة من خشب يجرها بغل أو حمار، تتخذ للركوب وحمل الأثقال، وفي تونس وصفاقس كانت تُصنع…
إيصال الحمولات
هذا العلم سالم القسمطيني اشترى (كريطة ) واشترى لها حمارا يجرها، وجعلها لحمل الأثقال…واتخذ أغلب حرفائه الذين يحمل أثقالهم من المدينة إلى أبراجهم ومن أبراجهم إلى المدينة…اتخذ أغلبهم من طريق العين بصفاقس..
كان العلم سالم القسمطيني يأخذ حمولة من هذا وحمولة من ذاك، في الصباح وبها يتجه إلى المدينة ويوصل كل حمولة إلى المكان المعين، وعند عودته في المساء إلى بيته على (كريطته)، حمولات هي في أغلبها ليست ثقيلة عليه، ويوصل كل حمولة إلى عنوانها، والعنوان برج تسكنه عائلة صفاقسية…
وفي العائلة أطفال، والأطفال يستهويهم العبث، والأطفال يجدون في (كريطة عم سالم ) فرصة ومتعة، فهم يتركونه يتلهى بوضع الحمل في مكانه، ويركبون الكريطة وأغلبهم تعودوا على ركوب الدراجة والسيارة ولم يركبوا كريطة…ويقودون حمارا سهلا، وهم لم يتعودوا عل قيادة حمار …ذلك كان أغلبهم يسجلون هذه المتعة في صورة تُحفظ للتاريخ ولا تنسى
يُغني في الأعراس
هذا العلم يروى أنه كان يحفظ الأغاني الشعبية، وكان يغني في بعض الأعراس
هذا العلم سالم القسمطيني تزوج الزوجة الفاضلة محسونة البرشاني..فأنجبا، ابنين،
هما يوسف تعلم وتوظف في البنك وكراي، وهذا طوى كل مراحل التعليم، وارتقى لـ خطة أستاذ جامعي، كما أنجب سالم ومحسونه بنات وهن فضيلة ووداد ونفيسة وقد حفظ تاريخه حفيده المتعلم المثقف وليد ومنه تأكدنا مما رويناه وشاهدناه في حياة جده فله الشكر…
حادث أليم
هذا العلم المناضل المكافح في الحياة بجهده وعرقه كان في يوم 13 سبتمبر 1973،
عائدا إلى بيته يقود كريطته وحماره، ولما وصل إلى (قنطرة ) طريق العين، داهمته حافلة ركاب، فقضت عليه وسجلت ـ بكل أسف ـ آخر صفحة من حياته..فودعته أسرته وأحبابه وحرفاؤه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما..وأنا أحب أن أفهم؟