صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: حامد المصمودي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم ولد في صفاقس…ولد في 6 مارس 1917، من أبوين هما أحمد بن أحمد المصمودي، وبيّة هلال، توفي أبوه وهو صغير فتركه لليتم في كفالة خاله..

البدايات

هذا العلم لما بلغ سن الدراسة دخل الزاوية، وفيها حَفِظ القرآن، وتعلم الكتابة بقلم القصب، ومن الزاوية انضم ككثير من تلاميذ الزوايا إلى التعلم بالجامع الكبير بصفاقس على عدد من المشائخ المدرسين من بينهم الشيخ الإمام محمد السلامي، والشيخ الصادق قوبعة، والشيخ محمد المنيف…

في جامع الزيتونة

هذا العلم سافر إلى العاصمة التونسية، وانخرط في دروس جامع الزيتونة، وكان من زملائه الطالبان ثم المدرّسان عامر الجربي ومحمد الجربي
صاحبنا ركز اهتمامه على تعلم التجويد وقواعد كتابة القرآن، فلما تمكن تفرغ لكتابة المصاحف..

والمصاحف كتابتها تحتاج إلى متمرن على الكتابة بقلم القصب، وعارف بقواعد رسم القرآن، ولأن كتابة مصحف تحتاج إلى معرفة ودراية وتخصص وتستغرق مدة طويلة، فقد كان المصحف المخطوط باليد غالي الثمن..ولأن أغلب البيوت الإسلامية تتبّرك بالقرآن وتحرص على تلاوته فقد اهتمّ عدد من المؤدبين ومن طلبة جامع الزيتونة بنسخ المصاحف…

ومنهم صاحبنا حامد بن أحمد بن أحمد المصمودي، والمؤدب الحاج علي المصمودي والشيخ عمر الجربي والمؤدب علي التركي، ولذلك دخلت المصاحف المخطوطة عددا من بيوت العائلات، وصارت بالمصحف تقرأ القرآن في شهر رمضان، وهم يريدون ختمه بالدعاء..فكتب مخططو المصاحف دعاء ختم القرآن ومنهم صاحبنا حامد المصمودي…

المصحف المطبوع والمخطوط

وبالمناسبة أذكر أن المصحف طُبع أولا بالمطبعة في البندقية بإيطاليا سنة 1530، لكن الكنيسة أمرت بإحراقه…وفي سنةً 1694 قام هتكلمان بطبعه في ألمانيا، وفي سنة 1707، أمر سلطان اسطنبول مولاي عثمان، بطبع المصحف ولكن لم يطبع المصحف بالنظام الذي نراه عليه اليوم إلا لما تشكلت لذلك لجنة من مشائخ الأزهر بإذن من الملك فؤاد الأول…

وهكذا أخذت المصاحف المطبوعة تنتشر، ولكن بقي المصحف المخطوط مطلوبا، والبعض يشتريه ويحبسه في جامع، والقراءة من المصحف المخطوط له دربة..

أسرة حامد المصمودي

ونعود لصاحبنا حامد بن أحمد المصمودي، فنقول لقد أنجب مع زوجته الفاضلة لطيفة بن صالح عددا من الأولاد وهم محمد، عبدالمجيد، فوزية، نادرة، وسامية ،ومنير، وآمنة، وهندةً، وعادلة وحميدة، ونبيل الذي أمدنا بالبيانات والمعلومات فله الشكر…
هذا العلم لما جاء أجله ودع الدنيا، فودعته أسرته وأهله وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى