محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: الشيخ محمد بوعتور

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم ولد بصفاقس سنة 1924، والده علي بن الحاج محمود بوعتور أحب الفلاحة واعتنى بالشجرةً يرعاها في كل وقت وفصل، ولما زارته الشيخوخةً مد يده للشجرة يرعاها وهو قاعد…
في التعليم
علمنا الشيخ محمد بوعتور تعلم في زاوية العاليةً بصفاقس وحفظ القرآن ثم انضم إلى الفرع الزيتوني بصفاقس، وبعد أن طوى فيه سنوات الدراسة، تحصل على شهادة الأهلية التي أهلته لمواصلة الدراسة وطلب العلم في جامع الزيتونة، وفيه وفي حلقات دروسه قضى ست سنوات تحصل فيها بعد ثلاث سنوات على شهادة التحصيل…
مستكتب
وبعد ثلاث سنوات ثانية قضاها في التعليم العالي فاز بشهادة العالمية، شارك ف مناظرة لانتداب مستكتبين أعلنت عنها مشيخة جامع الزيتونة فنجح وعُيّن مُستكتبا بإدارةً مشيخةً جامع الزيتونة..
ولما بعثت الجامعة الزيتونية وكان عميدها الشيخ العلامة محمد الفاضل ابن عاشور عينه كاتبه الخاص، ولما فتح عميد الجامعة الزيتونيةً الباب لحاملي شهادة العالمية الزيتونيةً لمواصلة الدراسة سنة يتحصلون في نهايتها على الإجازة شجع الشيخ محمد بوعتور حاملي شهادة العالمية على الانخراط ويسّر لهم تقديم مطالبهم…كما انخرط علمنا الشيخ محمد بوعتور وواصل الدراسة وفاز بالإجازة التي رفعت جرايته..
أحب الرياضة
هذا العلم اشتهر بين أهله وزملائه بلقب (الشيخ بوعتور) واشتهر بمحبته للألعاب فقد أحب رياضة كرة القدم وانضم إلى فريق جمعية الاتحاد الصفاقسي الزيتوني واشتهر بأنه متفنن في صناعة (العفريت) الذي يصنعه من الورق ويعرضه للرياح فيطير إلى أعلى وهو مشدود بخيط طويل، ومن تفننه أنه صنع ما سُمي (بالعفريت العربي) وفي ليلة ألصق بهذا العفريت مصباحا صغيرا يعمل ببطارية ولما طار هذا العفريت ورأى الأجوار الأقارب والأبعاد شيئا يطير في الجو وبه ضوء خافوا منه، فقد حسبوه طائرة حربية…
علّم أولاده
علم أولاده الخمسة فنجحوا في دراستهم التي أهلتهم لمسؤوليات عالية مشرفةً فابنه هشام مهندس معماري وابنته جودة أستاذةً جامعيةً تنشر العلم والمعرفة بين الطلبة، وابنه محمد خبير محاسب أما ابنه عصام فهو دكتور في الطب وخامس أولاده حازم مهندس إعلامية يلمع نجمه بفرنسا…
كان صاحبنا الشيخ محمد بوعتور مُحبا للثقافة صديقا للمثقفين، ومنهم صاحب مكتبة الأطلس للشيخ الزيتوني محمد معلى والكائنة بنهج سيدي بن عروس وهو صديق للشيخ المؤرخ محمد محفوظ وللشاعر الزيتوني محمد الشعبوني..
ودع الدنيا
وعلمنا الشيخ محمد بوعتور من أنصار الشيخ الثعالبي مغرم بمطالعة جريدة (الإرادة) ولذلك كان يزور صاحبها (منصف المستيري) في بيته، كان طويل القامة سليم الجسم ومؤهلا كأبيه وجده لعمر طويل، لكن القدر عجل بموته سنة 1998 فودعه أولاده البررة وودعه أحبابه بالصلاة عليه في جامع السلام بتونس بإمامة صديقه الشيخ المفتي محمد المختار السلامي، وكان كل من عرفه يترحّم عليه ويذكُره بخير، فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟