محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: الحاج علي والحاج محمد مروان..

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذان العلمان ظهرا في صفاقس وعُرفا واشتَهرا بالدلالة..والدلاّل هو من ينادي في السوق على بضاعة لبيعها، وفي صفاقس أسواق وفي كل سوق دلاّل وأكثر…
ففي سوق الربع دلّال على الزربية وفي سوق الذهب دلالون على الحلي وفي سوق الجمعة دلاّلون على الملابس القديمة، وفي سوق الحيوانات دلالون…
يعرض البضاعة
والدلال وهو يعرض البضاعة للبيع يظهر أوصافها ومحاسنها بصدق، وقد يكذب فيُخفي عيوبها ويعلن عن محاسن ليست فيها، وهذا في الشرع حرام وفي هذا أذكر أن صفاقسيا كان يملك بغلة بسبب عيوبها قرر بيعها في سوق الحيوانات، أخذها الدلال ووصفها بمحاسن ليست فيها وأخفى عيوبها وكان صاحب البغلة حاضرا وهو رجل تقي فأنكر على الدلّال غشه وطلب منه أن يظهر عيبها فهي نكاسة…ففعل.. وجاء من اشتراها…
عُرفا في صفاقس
وأعود بكم إلى الحاج محمد والحاج علي مروان فقد اشتهرا في صفاقس بالدلالة على أشجار الزيتون تمليكا أو(خضاره) أي بيع غلتها على رؤوس أشجارها في موسمها، كان أصحاب ضيعات الزياتين ومن يملكون (حوازة) عدد أشجارها عشرات أو ما لا يتجاوز المائة يتفقون في موسم الزيتون على الإعلان عن بيع (حوازة فلان بها عدد كذا زيتونات في مكان كذا)، وستكون بتة بيعها في موعد كذا)، وفي موعد البيع يعلن مروان عن عرضها والشراة يتقدمون ويتزايدون فإذا وقف الثمن في المزايدة على مشتر كان المالك حاضرا وهو مخير بين قبول الثمن فيتم عقد البيع أو يرفضه…
الثقة الكاملة
ولم يعرف الناس عن الدلالين مروان إلا الثقة الكاملة، عاشا في القرن العشرين وتوفيا فيه وودعتهما صفاقس بالرحمة وحسن الذكر..
فبماذا سيذكرهما الأصدقاء لنزداد بِهما تعريفا وفهما وأنا أحب أن أفهم؟