كتب: محمد الحبيب السلامي
وُلد علي القرقوري بصفاقس، وحفظ القرآن في الكُتّاب ثم انتقل إلى المدرسة العربية الفرنسية فلما أتمّ التعلم فيها انضم إلى الفرع الزيتوني بصفاقس…قضى فيه سنوات ثم خرج للتجارة…
مسرحيات هادفة
وأسّس مع بعض رفاقه في المدرسة جمعية مسرحية سموها (التهذيب) فكانوا يقدمون فيها مسرحيات هادفة فوجدت الإقبال، وكان أعضاء الجمعية يلقون بين فصول المسرحية خطبا وطنية…ولما أسّس الشيخ الثعالبي سنة 1920 الحزب الحر الدستوري التونسي أسّس قادته شعبا دستورية في المدن فكانت شعبة في صفاقس يرأسها علي القرقوري وتساعده نخبة وطنية من رفاقه: محمد معلى، الحاج طاهر كمون، أحمد السلامي وغيرهم…
كفاح متواصل
ولما كانت قيادة الحزب في تونس قد وجهت لفرنسا وفودا تطالب بالحرية وتتفاوض مع المسؤولين السياسيين فقد احتاجت الوفود إلى الدعم المالي، فكان علي القرقوري وصحبه قد رفعوا ثمن التذكرة في المسرح فتجاوب معها الناس، وبذلك كان الدعم المالي يوجه للوفود من صفاقس…
كانت الشعبة تعقد اجتماعاتها الوطنية في بيوت أعضائها، ثم خرجت الاجتماعات إلى الساحات والأرياف، فوجد علي القرقوري الإقبال فيها…
كما كان أعضاء الشعبة يدخلون حفلات الأعراس بعد الموافقة، وينشرون في الحاضرين الروح الوطنية، ويشجعونهم على رفع العلم التونسي الذي كانت السلطة الفرنسية تمنع رفعه…
ولما عُزل الشيخ العذار من القضاء وعُيّن الشيخ النفطي خلفا له نظمت الشعبة مظاهرات احتجاج، كما كانت تنظم مظاهرات في وجه زيارات المقيم الفرنسي… لما قام القائد التركي مصطفى كمال وأطرد المعتدين ظن جماعة الحزب أن مصطفى كمال ثار تأييدا للإسلام فنظمت شعبة صفاقس اجتماعات كبرى في ساحات المدينة تعلن فيها فرحتها وتأييدها وظهر بعد ذلك أن هذا التركي ملحد جاء للقضاء على الخلافة العثمانية ومقاومة الإسلام…
انشقاق وخلاف
ولما انشق بورقيبة عن قيادة الثعالبي انقسم أنصار الحزب، وحدثت بينهم معارك وخلافات نترك للتاريخ يرويها عبر جيلين إلى استقلال تونس، ونترك علي القرقوري يعود للتجارة، ويتزوج إيطالية بعد الصفاقسية، وأنجبت له ابنين هما المثقف السياسي عدنان وإلياس المحامي كما أنجبت له خمس بنات…
ولما استقلت تونس أكرمه بورقيبة، وشدّه المرض فسافر لفرنسا للعلاج وفيها توفي وأرجع إلى صفاقس في صندوق فنظمت له جنازة تليق به…فمن منكم روى بعض أخباره أم لفه النسيان؟
أسأل وأحب أن أفهم
