صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (65): الحبيب شيخ روحه 1914 ـ 1994

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

…ولد الحبيب شيخ روحه بصفاقس من أب زيتوني كان مدرّسا وشاهد عدل ثم اختص بالشهادة…اكتفى الحبيب بالتعليم الابتدائي، ونشط في الجمعيات التمثيلية والرياضية إداريا فقط، تعاطى التجارة فنجح وترأس الغرفة التجارية بصفاقس…

استقر في العاصمة

ولأسباب عائلية توّجه نحو العاصمة التونسية واستقر فيها تاجرا، متصلا بالزعيمين النقابيين فرحات حشاد والحبيب عاشور، ومنخرطا في الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والحزب الحر الدستوري التونسي، فكانت له صداقة بـ صالح بن يوسف الأمين العام للحزب، وفي فيفري 1951 أصدر جريدة الصباح يومية صباحية فكانت تصل إلى المدن في يومها بعدما كانت الصحف مسائية لا تصل للمدن إلا في غد…

علاقة مع صالح بن يوسف

قيل إن صالح بن يوسف كان صاحب بعثها ودعمّها ماليا، ولذلك كانت لسان الحزب..راجت الصباح بين القراء، يتابعون افتتاحيتها بقلم رئيس تحريرها الأديب الإعلامي الكبير الهادي العبيدي كما يتابعون أخبارها ومقالات كبار الأدباء والسياسيين التونسيين فيها…
ولما حصل خلاف بين بورقيبة وبن يوسف حول الاستقلال الداخلي انحازت الصباح إلى صالح بن يوسف وحزبه فتعرضت إلى مقاومة من أنصار بورقيبة، واغتالوا مصور الصباح المرحوم عمار…ولما استقلت تونس ورفع الحجر على الصباح أعاد الحبيب شيخ روحه الصباح إلى نشاطها وفتح دارها، ودعمها صاحبها بصحيفة ‘لوتون’ باللسان الفرنسي وبالصباح الأسبوعي والصدى التي تولى إدارتها الإعلامي القدير الشاب صالح الحاجّة الذي فتح لقلمي باب دار الصباح…

أقلام كبيرة

كانت الصباح مدرسة ظهرت فيها ومنها أقلام إعلامية أدبية كبيرة منهم عبد الجليل دمق وعبد اللطيف الفراتي وعبد السلام الحاج قاسم ومحمد قلبي ومحمد بن رجب وكمال بن يونس وأحمد عامر، كما فتحت الباب لأقلام جهوية، وتعرضت بحرية الكلمة والنقد فيها إلى عقوبات ومضايقات في عهد بورقيبة إلا أن صمود الحبيب شيخ روحه في وجه العواصف جعلها تصمد…

مازالت تعاني…

فلما حان أجله وفارق دار الصباح وفارق الدنيا موّدعا بالرحمة أصيبت الصباح ودار الصباح بنكسات مازالت تعاني منها…ولكن كتبت ودوّنت في تاريخ الصحافة الوطنية التونسية والعربية صفحات ذهبية مشرقة، فماذا نقول وماذا تقولون لصاحبها وباعثها الحبيب شيخ روحه ولكل من كان من عائلتها وانتسب بقلمه لأسرتها ودارها؟
أسأل وأحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى