محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (43): الطاهر محفوظ 1902 ـ 1973

كتب: محمد الحبيب السلامي
…صاحبنا الطاهر محفوظ مناضل صادق…تاريخه يشهد بذلك …فبعد سنوات قضاها يطلب العلم بجامع الزيتونة توجه نحو مدينة ‘سوق الخميس’ يساعد والده في تجارته، كان يرى المعمرين الفرنسيين يصولون ويجولون في جهة الشمال التونسي وقد افتكوا بالحيلة أراضي خصبة من أحباس جمعية الأوقاف…
ضيعات المعمريّن
واستغلوا العمال فكوّنوا من عرقهم ضيعات كبرى منعوا أي تونسي من الدخول إليها، وفي 3 أوت 1922 حدثت حادثة حرّكت السكان على التظاهر والاحتجاج وحرّكت قلم صاحبنا الطاهر ليكتب ويقف بقلمه في وجه المعمر (هنري دوفينال) ويطالب بمحاكمته…
اعتداء شنيع
والحادثة تتمثل في معاقبة ذاك المعمر لرجلين تونسيين ادعى المعمر أنهما دخلا ضيعته وأكلا عنقودي عنب، ولذلك علقهما من أيديهما في شجرة حتى تعفنت الأيدي وتدخل الطبيب بقطعها…حرّك صاحبنا الأقلام مساندة واحتجاجا في الصحف التونسية والخارج، وتواصلت الاحتجاجات فحوكم المعمر، ومن باب ذر الرماد في العيون حكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن المؤجل ثمانية أشهر…
جريدة ومدرسة
،،،،،اكتشف صاحبنا الفقر والجهل فعاد إلى صفاقس يبعث جريدة (صدى الأمة) يحرر أغلب مقالاتها بقلمه، ويركز على الدعوة لمحاربة الجهل وتأسيس المدارس القرآنية…وبنفسه بدأ…فقد أسس مدرسة سماها ‘البيان’، وبعد مدة مُنع من إدارتها…فتحول إلى مكان آخر وأسس مدرسة أخرى ومسجدا…
شارك في الحركة الحزبية وكان من مناصري الشيخ الثعالبي، وتحرك بلسانه فكان خطيبا يوقظ النيام بخُطبه فألقي عليه القبض وتم إيقافه مدة،
…شارك في الحياة الثقافية، فكان من مؤسسي كوكب الأدب، وفرع جمعية الشبان المسلمين، وجمعية مسرحية بتعاون مع المرحوم عامر التونسي….
وروى الأستاذ المربي الأديب رضا بسباس أن قريبه الطاهر محفوظ أعلمه أن المرحوم الطاهر الحداد كتب بعض فصول كتابه (امرأتنا في الشريعة والمجتمع ) في جنان الطاهر محفوظ…
…تزوّج صاحبنا وأنجب عددا من البنات والأبناء، ولما وافاه أجله ودع دنياه وودعته أسرته وصفاقس بالرحمة وحسن الذِكر فهل رويتم عن آبائكم وأمهاتكم ذكريات عن المرحوم المناضل الصادق الطاهر محفوظ؟…
أسأل وأحب أن أفهم