صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: محمود بن احميد الفخفاخ

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

محمود بن احميد الفخفاخ…هذا الشيخ المدرس الفلكي ولد بصفاقس…كان أبوه صانع مشروبات من الزهور وصانع عطور يتاجر في دكان بنهج الباي يواجه دكان والدي، وكان رحمه الله مدمنا على القهوة والتدخين، ومجلسه طريف…

3 أبناء

هذا الوالد له ثلاثة أولاد وهم الهادي ومحمد وقد سارا في التجارة والصناعة في نفس طريق والدهما وفتح كل منهما متجرا خاصا، والثالث هو محمود الذي تحصل على الشهادة الابتدائية، وانضم إلى الفرع الزيتوني بصفاقس، لما فاز بشهادة الأهلية سافر إلى تونس يواصل الدراسة في جامع الزيتونة…

عاد إلى صفاقس مدرّسا

وبعد ثلاث سنوات أخذ شهادة التحصيل، وبعد ثلاث سنوات أخرى أنهى مرحلة التعليم العالي بحصوله على شهادة العالمية…عاد إلى صفاقس فوقع تكليفه بتدريس العلوم الطبيعية بالفرع الزيتوني، وبقي مع صديقه الهادي المصمودي يعدّ نفسه ويتهيأ لمناظرة انتداب مدرسين بالتعليم الزيتوني…

شارك في المناظرة ونجح، وعُيــّن مدرسا في بعض الفروع الزيتونية، بتونس العاصمة…وتطوّع بتقديم دروس خاصة في الرياضيات لطلبة ينتمون لجمعية الترقي الصفاقسي الزيتوني، ثم عاد إلى صفاقس عند توحيد التعليم في بداية عهد الاستقلال، وسُميّ أستاذا بمعهد ثانوي، ثم أحيل على العمل الإداري في المعهد…

اختص في علم الفلك

هذا الشيخ الزيتوني كان في مرحلة التعلم يطالع الكتب والمجلات الثقافية التي ترّد من مصر والتي منها مجلة الرسالة التي كان يديرها الأديب المصري أحمد حسن الزيات، وقد كان يحافظ على أعدادها ويعيرها لمن يطلبها، وكنت واحدا منهم…

كما أنه ترأس جمعية مكتبة التلميذ الزيتوني بصفاقس ونظم المكتبة ودعمها بكتب…وكان مهتما بعلم الفلك وقد تعلمه من الشيخين الصفاقسيين: محمد مطيبع، والشيخ الزيتوني الأزهري الطيب الكتاري…ولأنه صار في الفلك عمدة صار مرجعا للقضاء الشرعي بصفاقس في رؤيةً الهلال…
وقد ألف كتابا صغيرا سماه (المهتدي) يسترشد به أهالي صفاقس في أوقات الصلاة…وبعد أن تقاعد وأخلد إلى الراحة حضر أجله سنة 1979 فودع الدنيا وودعه أولاده وأهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى