محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم: أعلام من صفاقس (18): كتاب نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار…

كتب: محمد الحبيب السلامي

…حدّثتكم بالأمس عن العالم العلم محمود مقديش ووعدتكم بالحديث عن أشهر كتبه التي ألّفها…ومن باب الوفاء بالوعد أقول: إن الشيخ مقديش الف كتابا نفيسا سماه ‘نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار’…

تاريخ الخلفاء

هذا الكتاب المؤلف من جزأين، تحدث في الأول عن تاريخ الخلفاء والخلافة، وبعض ما عُرف من الدول الإسلامية القديمة وركز جزأه الثاني للحديث عن صفاقس، وعن علمائها والصالحين ومن اشتهروا بالولاية من رجالها ورويت عنهم كرامات…
وفيها ما ها هو مقبول وفيها ما هو عجيب وغريب ذلك أن الشيخ مقديش نقل ونسخ ما يرويه من الخاصة والعامة دون أن يضعه في الغربال…
ولما خرج الكتاب بالمطبعة الحجرية تهافت عليه الناس، ولما أمرت الدولة الحسينية بمنع ترويجه لأن المؤلف مقديش كان من أنصار علي باشا الذي نازع عمه الحسين بن علي على الحكم، عند ذلك صار من عنده نسخة من الكتاب يخفيها…

نسخة وحيدة

لذلك بقي الكتاب بعيدا عن الطبع، ومن فكر في تحقيقه اصطدم بعدم وجود نسخة خطية توجد في المدينة المنورة لكن لا يُعرف صاحبها ومكانها، حتى واتتني الفرصة في العمرة فاكتشفت بنفسي وجودها ومكانها في مكتبة ناظم حكمت بالمدينة المنورة، وخبرت خبرها…
فاستنسخ صاحب دار ‘الغرب الإسلامي’ منها نسخة، بها وبغيرها قام الأستاذ علي الزواري والمرحوم الشيخ المؤرخ المحقق محمد محفوظ بتحقيق الكتاب، خرج بالمطبعة في حلة جميلة فتهافت عليه القرّاء من صفاقس وغيرها حتى نفدت الكمية المطبوعة…
فهل سيُعاد طبعه؟ هل سيجد في عصر الفيسبوك من يطالعه؟
أنا أسأل وأحب أن أفهم…