صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام كانوا في صفاقس ثم ارتحلوا: محمود المهيري 1910 ـ 1980

Mohamed Habib Sallami ce
كتب: محمد الحبيب السلامي

قدمت لكم الحاج محمود المهيري الأول وكان مؤدبا، وقدمت لكم محمود المهيري الثاني وكان لغويا إعلامي…واليوم أقدم لكم محمود المهيري الثالث…هو الذواق، وهو الحكواتي…

فصفاقس بلد الزيتونة والزيت…زيتها يُصدر الكثير منه للخارج، وهو أنواع في خفته وثقله، وحموضته ولكل نوع ثمنه وجب ألا يُباع إلا وقد تحددت نوعيته، وهذه تدرك بذوق الفم واللسان، ولا يدركها إلا أهل الخبرة…

محمود الذوّاق

وفي عهد الحماية تخصص يهود في المذاق، ثم أخذ عنهم الصنعة وقواعدها من كانت لهم في حاسة الذوق صفاء، وكان منهم المرحوم الشاذلي دمق، وكان منهم المرحوم صاحبنا محمود المهيري…وكان له مكتب خاص، وصار يعرف بمحمود ‘الذوّاق’…

وفي العالم ذواقون في صناعة وتجارة الشاي والقهوة والخمر وغيرها…ولما فتحت إذاعة صفاقس، وكان مؤسسها ومديرها المرحوم عبد العزيز عشيش يسعى أن تكون فيها برامج مثل البرامج التي لها شهرة شعبية ومنها الحكاية التي اشتهر بها عبد العزيز العروي…

حكواتي..

بحث مدير إذاعة صفاقس عن حكواتي فوجده في صاحبنا محمود المهيري…فهو رجل مجالس وطريف يروي من جلسائه ويروي لجلسائه…ومن هنا دخل إذاعة صفاقس، ووجد حوله مستمعين ومستمعات وإن كان له في صدره (مرض الفدة)..
في صفاقس كان له نشاط ثقافي اجتماعي…فهو عضو في جمعية الموسيقى العصرية، وهو من مؤسسي نادي المالوف، وعضو في جمعية التضامن الاجتماعي حريص على تنظيم الاحتفال بختان أطفال الفقراء…

اختار العاصمة

بعد عشرات السنين التي قضاها في صفاقس مسقط رأسه اختار السفر إلى تونس العاصمة وفيها استقر مع زوجته وولده صلاح وابنته سارة، إلى يوم وفاته، ودّعه أهله وأحبابه بالرحمة وحسن الذك…
فبماذا يذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى