محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (139): الشيخ الإمام العدل عمر الجربي 1900 ـ 1969

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم ولد في صفاقس، وحفظ القرآن على مؤدبين من كتاتيب صفاقس، واختار طلب العلم على شيوخ من الفرع الزيتوني بصفاقس، ثم ارتحل فحط رحاله بتونس في جامع الزيتوني فجمع بين العلوم الدينية والعربية وعلم التجويد…
العدالة والإشهاد
عاد إلى صفاقس، تحصل على أمر عليّ فتح له باب العدالة والإشهاد في دكان بنهج العدول مع الشيخ الصادق جبير…وفتح له باب التدريس بالفرع الزيتوني..وفي سنة 1946 صدر الأمر لمدرسي الفرع بعدم الجمع بين العدالة والتدريس فاختار العدالة وفيها واصل….
تولى الإمامة
صدر له الأمر بالإمامة في جامع سيدي عبد المولى فكان يصعد المنبر للخطبة التي تسبق صلاة الجمعة وشعاره فيها، (من رأى منكم منكرا فليغيره) فكان بلسانه الصريح يخطب بكلام فصيح ويكشف ما في المجتمع من منكرات، ويحث على اجتنابها فانتشر خبره وأقبل عليه المصلون…
كتابة المصاحف
كان رحمه الله خبيرا بكتابة المصاحف، لذلك كتب مصاحف متعددة بقي بعضها في المساجد وبعضها في البيوت، وفي بيتنا مصحف أنهى كتابته في 26 يوم الخميس من شهر شوال سنة 1334 هجري وعمره خمسة عشر عاما…
وما زالت هذه المصاحف يقرأ منها العارفون بالقراءة من المصاحف…ومازال الناس يذكرون الشيخ الإمام العدل الطريف ويترحمون عليه ويروون مواقف من ذكائه…فيُروى أنه دخل بيتا لعقد زواج بنت وطلب أن يسمع منها القبول، ولما سمع صوتا يقول ‘قبلت’ قال الشيخ العدل عمر: هذا ليس صوتها، فأنكر عليه أهلها قوله، فقال لهم تثبتوا…ولما تثبتوا ثبت أن العروسة كانت رجلاها في الحناء فأوكلت غيرها، وهنا أصرّ الشيخ على الاستماع منها، وتم ما أراد…
فمن منكم يذكر عنه ما يفيد، ويعلق على خطه في المصحف لنستفيد ونفهم وأنا أحب أن أفهم؟