كتب: محمد الحبيب السلامي
هل زرتم متحف دار الجلولي بصفاقس؟ هل تعرفون تاريخها وتاريخ وأصل عائلة الجلولي بصفاقس؟…هل تعرفون بكار الجلولي الذي تولى قيادة صفاقس وفيها اشتهر ومات ودفن؟
عائلة غنيّة
أنا أحدّثكم وأخبركم بما أعرف…يرى بعض المؤرخين أن عائلة الجلولي أصلها من اليمن…وأنها دخلت الأندلس، من الأندلس دخلت المغرب…ومن المغرب دخلت تونس وفي صفاقس استقرت طويلا…
كانت العائلة غنية، الغنى اكتسبته من التجارة فقد كان لها أسطول من السفن به ترسو في موانئ البحر المتوسط تبيع وتشتري…وبسبب غناها كانت لها بالدولة الحسينيةً صلات وكانت لها مكانة لذلك تولى عدد من عائلة الجلولي القيادة في صفاقس والوزارة في تونس…
أول قايد من عائلة الجلولي
من القياد الذين اشتهروا من عائلة الجلولي بصفاقس (بكار الجلولي) ابن علي الجلولي الذي كان أول قايد من عائلة الجلولي بصفاقس، ولما توفي تولى القيادة ابنه بكار من سنة 1770 إلى سنة 1781….وهو الذي اشترى المملوك يوسف صاحب الطابع وأهداه لـ حمودة باشا ليُربى في قصره وتكون له مكانة وتاريخ في تونس…
بكار الجلولي اشتهر بحرصه على أمن صفاقس وتوفير حاجاتها، ومما أسّسه في صفاقس (فسقية كبرى) في أرض كانت سيول الوديان تمر بها…(كنا نسميها حديقة صفاقس) جمع بكار البنائين، فحفروا ووسعوا، وبنوها فسقية كبيرة تتجمع فيها مياه الأمطار عبر الأودية، ويرتوي منها أهالي صفاقس…(ولكن الإهمال عبث بها في عهد الحماية وصرنا نرى فيها السمك الأحمر، ثم علمت أنها أزيلت)…
وأسّس بكار سورا للربض القبلي، وبعث الحيوية والنشاط في تجارة صفاقس بفضل قوة تجارته الخارجية بالسفن عبر البحار…لما حان أجله وتوفي رأى أهالي صفاقس أن يدفنوه في الجامع اللخمي القديم تكريما له…
بنوا دار الجلولي
وفي الصورة الموالية ترون علامة قبره…للتاريخ أقول لكم: هذه العائلة هي التي بنت دار الجلولي وجعلت منها مقرا لـ ‘قُياد’ البلاد من عائلة الجلولي، كانت تسمى (الدريبة) ولما دارت عليهم الدائرة واحتاجوا باعوا الدار…كانت الأم في صفاقس تغني على ابنتها الصغيرة وهي تهدهدها لتنام: (يا للا يا للا، والجلولي خطب وولى، رجع وقاعد في الفلة ويقول ما ناخو كان هاكي اللا)…
رويت لكم هذه السطور من التاريخ، والتاريخ دروس وعبر كما يقول ابن خلدون…فهل لكم ما تروونه عن عائلة الجلولي بصفاقس لتفيدوا ونفهم أكثر… وأنا أحب أن أفهم؟
