الصريح الثقافي

ماذا في تظاهرة ‘عودة الفينيقيين’ ببنزرت؟

مواكبة: الأمين الشابي

تحت شعار “الفينيقيون والبحر … عام هيام” نظمت مندوبية الشؤون الثقافية ببنزرت الدورة 2 لتظاهرة “عودة الفينيقيين” يوم الأحد 11 ماي 2025 وذلك بالفضاء المفتوح بالمرسى القديم ببنزرت…

أين غصّ المكان بجمهور كبير في انتظار ‘عودة الفينيقيين’ وبحضور رسمي لوالي الجهة، سالم اليعقوبي ومندوب الثقافة، فوزي بن قيراط و ثلّة من أستاذة التنشيط الثقافي و مديري دور الثقافة المنتصبة بالجهة، إلى جانب رجال و نساء الصحافة سواء من جهة بنزرت أو الذين قدموا من العاصمة من أجل نقل أجواء هذه التظاهرة عبر محاملهم المختلفة.

لماذا تمّ اختيار المرسى القديم ببنزرت للدورة الثانية؟

الدورة الأولى لهذه التظاهرة كانت بمدينة أوتيك باعتبارها من أقدم المدن الفينيقية في غرب المتوسط ( 1101 ق م أي قبل تأسيس قرطاج التي تأسست سنة 814 ق م بـ 287 سنة).
أمّا أسباب اختيار المرسى القديم ببنزرت لتنظيم هذه الدورة عدد 2 فيرجع إلى اعتبار مدينة بنزرت أو “هيبوأكرا” هي من أقدم المدن الفينيقية، إذ تعود إلى القرن التاسع ق م.
وكانت أحد المصارف الفينيقية الهامّة وتصبح أحد المرافئ المهمة التي غزاها “أكاتوكل” سنة 310 وحوّلها إلى مكان لانطلاق حروبه ضد قرطاج وحلفائها. هذا فضلا عن دور الفينيقيين في تأسيسهم العديد المصارف التي أصبحت مدنا ومرافئ تجارية هامة. كما جلبوا للجهة حضارة الشرق وخاصة تلك المتعلقة بصناعة السفن، فضلا عن إدخالهم الكتابة والحروف الأبجدية. كما ربطوا الشرق بالغرب عبر التجارة البحرية حيث أصبحت قوة اقتصادية وثقافية وعسكرية بغرب المتوسط.

1 (17)

ما هي أهداف هذه التظاهرة؟

الأهداف من تنظيم هذه التظاهرة عديدة ومتنوعة ولكن أهمّها يتمثّل في التعريف بالمدن والمواقع الأثرية الفينيقية والبونية ببنزرت. وأيضا التشجيع على السياحة الثقافية وبالتالي تثمين التراث المادي واللاّمادي. إضافة إلى تنشيط المرسى القديم والمدينة العربي ببنزرت وخاصة التعريف بمتحف سيدي الحنّي ومتحف البحرية التونسية وتطبيق الأركيولوجيا التجريبية وتطبيق النماذج الحيّة وفق المعطيات الأثرية والبحوث العلمية، وبالتالي التعريف بالموروث الحضاري والتاريخي لجهة بنزرت.

برنامج ثري لـ تظاهرة ‘عودة الفينيقيين’

برنامج هذه التظاهرة، في دورتها الثانية، كان متنوعا وانطلق منذ البداية بتنظيم جولة استطلاعية واستكشافية للمدينة العتيقة ببنزرت حيث تجول الجمهور في أنهجها وأزقتها الضيقة على غرار “الزنادية” و “الحدادين” واطلع على بعض معالمها مثل الجامع الكبير وزاوية سيدي قعقع ولتكون العودة من جديد إلى المرسى القديم حيث كان في انتظار الجمهور ورشات حيّة للكتابة الفينيقية ولباس المرأة الفينيقية إلى جانب ورشة الحلي الفينيقي. ليتم بعد ذلك تقديم مشهدية بعنوان ” الصياد بعل حنو” والتي شدت الجماهير الحاضرة وهي تتابعها بكل اهتمام.
لتليها مشهدية ثانية بعنوان ” نعمات” باللغة الفينيقية. بعد ذلك قدمت الدكتورة خولة بنور مداخلة علمية حول المعطيات الأثرية لمحتوى المشاهد المعروضة وذلك على شاشة “لاد »، لـ تُختم هذه التظاهرة بتوزيع الجوائز على المشاركين وتكريم رجال الصحافة ومن بينهم المكرمين مندوب ‘الصريح أون لاين’.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى