صالون الصريح

قرات لكم: العيش في الشوارع والخبز الحافي.

قرا صالح الحاجة لكم مايلي:

مراكش 25 أكتوبر 2024

يهم هذا النص الروائي الجميع، لأن الجميع، بهذا المعنى أو ذاك، دأب على العيش في الشوارع أو على الأقل يقضي سحابة يومه في الشارع. وعلاوة على الغنى الجمالي لهذا النص الروائي، فهو مفيد لعلماء الاجتماع. وهو كذلك نص جوهري في تملك المعرفة ببعض معاني التشرد ودلالاته.

الرواية التي سطرت واقعا لم يكن ليعبر عنه إلا بشق الأنفس تحت وطأة المعاناة و الضغوطات الحياتية الواقعية البئيسة، وقد ترك محمد شكري هذا الميراث الرمزي الذي يتشاطره معه العالم بأسره، ابتداء ممن هم في قمة الهرم المجتمعي – الذين لم يعرفوا عن حياة المتشردين مثقال حبة خردل، يرونهم فقط مجرد أناس تزاحموا معهم في هذه الحياة أو مجرد نفايات تمشي في الشوارع وتتكاثر في العتم بكيفية عشوائية، وصولا إلى الذين أوجدتهم شروط الحياة أسفل سافلين في قاعدة الهرم الطبقي، يعيشون تشردهم بل ويغرقون فيه، لكنهم يرون العالم أرحب و أفسح عكس ما يعتقده المتواجدون في القمة.
المتشرد الذي يعيش باستمرار في الشارع وعلى ما تجود به الحاويات هو بالتحديد قمة جبل التشرد، أما الجبل برمته فلا يراه من يعتقدون أنهم ليسوا متشردين مع أنهم هم أيضا يذهبون في اتجاه حاويات الأزبال للتخلص من نفاياتهم.
الأساسي و الجوهري هو الذهاب إلى حاوية الأزبال. وما هو عند البعض نفايات وازبال، هو عند البعض الآخر ولائم وموائد ومصدر للرزق والعيش. وقد صدق من قال: مزابل قوم عند قوم موائد.
وقد ازداد هذا النص الروائي بذخا في ترجمته الإنقليزية التي أنجزها بول بولز وهو كاتب أمريكي مقيم في مدينة طنجة العالية وواحد من عشاقها؛ وكان من أصدقاء المرحوم محمد شكري بالاضافة إلى الكاتب المسرحي تينيسي وليامس الذي كان هو الآخر يتردد على بيت شكري كلما زار طنجة.
المتشرد الحكيم عبد الجليل بن محمد الأزدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى