صالون الصريح

قرأت لكم/ هيكل للسعدني: الحق عليك لا على مبارك..

قرأ صالح الحاجة لكم ما يلي:

يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل: جاءني الكاتب الكبير والساخر الأكبر الأستاذ «محمود السعدني»، مرَّ على مكتبي دون موعد يقول: «إنه لا يريد غير خمس دقائق وسوف ينصرف بعدها»، ودخل إلى مكتبي، وسحبني من يدي إلى شرفة المكتب يقول لي بصوت هامس: «مصيبة، كنت عند الرئيس مبارك الآن»، وأبديت بالإشارة تساؤلاً مؤداه، وأين المصيبة؟، وراح «السعدني» يروى:
جلست مع الرئيس ساعة كاملة كلها ضحك ونكت، وعندما حان موعد انصرافي سألته مشيرا إلى المقعد الذي كان يجلس عليه: يا ريس، ما هو شعورك وأنت تجلس على الكرسي الذي جلس عليه «رمسيس الثاني» و«صلاح الدين» و«محمد على» و«جمال عبد الناصر»، بماذا تظنه أجاب علىَّ؟، ولم ينتظر «محمود السعدني»، بل واصل روايته: نظر إلى الكرسي الذي كان يقعد عليه، والتفت إلىَّ وسألني: هل أعجبك الكرسي؟، إذا كان أعجبك، فخذه معك. ويخبط «محمود السعدني» كفاً بكف وهو يقول: «وخرجت وطول الطريق لم أفق من الصدمة ــ الرجل لم يستطع أن يرى من الكرسي إلا أنه كرسي، لم يدرك المعنى الذي قصدت إليه».
يقول هيكل: حاولت طمأنة «محمود السعدني»، وأنا نفسي لا أشعر بالاطمئنان، وكان تعليقي: «الحق عليك وليس عليه، لماذا تحدثه بالرمز؟، لماذا تفترض أن رئيس الدولة يجب أن يكون عليما «بالمجاز» في أدب اللغة؟، وكان رد «السعدني» كلمة واحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى