جهات

في سوق حميد الصدقاوي ببنزرت: الباعة احتلوا الرصيف كاملا واعتدوا على نصف الطريق

لا أحد يفهم تصرفات الباعة بسوق حميد الصدقاوي ببنزرت ولا أحد قادر على تحليل سلوكيات الباعة في محيط هذه السوق والأنهج التي تصبّ في اتجاهه أو التي حوله و تلك القريبة منه…

فهنالك اختلط كلّ شيء بكلّ شيء وتمّ احتلال كلّ شبر من محيط هذه السوق ولم يسلم لا الرصيف ولا حتّى الطريق والكلّ يتغنى بليلاه…

مفارقة غريبة عجيبة

فعندما تذهب إلى هذه السوق للتبضع، فتوقع كلّ شيء فلن تجد مسلكا ولو يتيما للمرور حتّى و لو كنت راجلا أو بالسيارة، فالكلّ احتلّ المكان المخصص له و تجاوزه بل و احتل أيضا الرصيف و نصف المعبد عبر وضع بعض الصناديق  و بعض المواد و بعض الحجارة و بعض قطع من الخشب و القصدير و الحديد و البلاستيك و تحوّز على المكان كلّه رصيفا و معبدا،. والويل و الثبور للمواطن المسكين – خاصة الذي يملك سيارة أن يقترب من تلك الحواجز و كأنّ الطريق على ملك من تحوّز بها بل الخطير أنّه يتم منعك من الوقوف بجانبها ” لأنّك ستسد عنه باب الرزق “؟؟ كما يعتقد هؤلاء الباعة؟

‘دزني و ندزك’

ومن مفارقات الدهر في هذه السوق، و أنّ هؤلاء الباعة خصصت لهم السلط فضاء في نفس المكان ولكن يهجرونه و ينتصبون خارجه، وفي الطريق المؤدية إليه وفي كل محيطة فيكثر الازدحام و المشاكل و الاختناق المروري فضلا عن الأوساخ و فضلات الخضر و البقول و الغلال ” ودزني و ندزك ” بل لن تجد و لو مكانا أين يمكن أن تركن سيارتك باعتبار احتلال هؤلاء الباعة لكل الطرق المؤدية لهذه السوق و محيطه و الويل و الثبور لم يحاول ابعاد بعض الحواجز التي وضعها الباعة على الطريق أو ليحررها أمام المارّة فلا صوت يعلو على صوت هؤلاء ” المحتلين ” من الباعة.

لعبة القط و الفأر

ولكن أحيانا تتفاجأ بتطهير محيط هذه السوق من كل “المحتلين” فتفرك عينيك لعلّك في حلم أو غيّرت المكان بدون أن تشعر ليتضح و أنّك في نفس السوق و مع نفس الوجوه من الباعة الأشاوس و قد ساد التنظيم المكان و الكلّ رفع القيود على الطريق و حرّر المكان عموما من كلّ الشوائب؟ و حين تبحث عن السرّ تجد الجواب في وقوف سيارة ” الشرطة البيئية ” في محيط هذه السوق فتشعر براحة كبيرة و قد خلا محيط هذه السوق من كلّ ازدحام و فوضى و الكلّ يحترم الكلّ فتجد الطريق سالكا نحو مبتغاك بلا معاناة و لا حواجز.
إلاّ أنّ ما إن تغادر أعوان الشرطة البيئية المكان حتّى يعود زحف بني هلال بـ ‘نصبهم’ وحواجزهم و واقياتهم و أوساخهم  وموادهم و صراخهم ليحتلوا المكان من جديد، فيصيبكم نوع من انفصام الشخصية فهل أنا فعلا أنا ذلك الشخص، الذي قبل قليل، كان يلاحظ بأمّ عينية تنظيم هذه السوق و نظامه و غياب كل الفوضى التي كانت تعمّه؟ و هل أنا في حلم أم في علم؟ فسبحان الله مبدّل الأحوال في بعض لحظات..؟ أم هي لعبة القط و الفأر الذي اعتاد عليها الطرفان و ” غيب يا قط إلعب يا فأر “..؟

هل المطلوب نقطة مراقبة دائمة؟

يبدو من الوهلة الأولى لتصرف الباعة – سواء كان ذلك في حضور أو غياب الشرطة البيئية – نفهم و أنّ على السلط المعنية بعث نقطة مراقبة دائمة لهؤلاء الباعة الذين لا يحترمون التنظيم و لهم واعون بفداحة ما يرتكبونه في حقّ السوق و المواطنين من فوضى عارمة تعيق المارة و السيارات و المتبضعين و المارّة عموما فهل بالفعل هؤلاء لا يفهمون إلاّ أسلوب الزجر؟ و بالتالي دعوة إلى هؤلاء الباعة إلى احترام حرفاء هذه السوق و الكف عن الانتصاب خارج الفضاء المخصص لهم في هذه السوق و بذلك نضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، نجعل من محيط السوق المكان الذي يجلب المواطن للتبضع، وهو في أريحية و يدفع المواطن أيضا للذهاب إلى داخل الفضاء فضلا عن خلو محيط هذه السوق من كلّ الشوائب…
وبذلك يمكن القول و أنّ باعتنا ساهموا بتفهمهم في تنظيم هذه السوق و حققوا ما يمكن تحقيق من أرباح في مكان يحلو فيه التبضع..و نحن على يقين و أنّ باعتنا لهم من الفهم و الإدراك ما يحقق هذا الهدف بعيدا عن أساليب الزجر …

الأمين الشابي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى