وطنية

في ذكرى الجلاء: بنزرت تريد مشاريع مُشغلة وتطمح لـ نُقلة نوعية

متابعة: الأمين الشابي

اليوم، 15 أكتوبر، تحيي بنزرت الذكرى 61 لعيد الجلاء. وهو جلاء آخر جندي فرنسي لبلادنا، وما يعنيه ذلك من تضحيات جسام في الأرواح والعتاد…

عيد إحياء الذكرى 61 لجلاء آخر جندي فرنسي من بلادنا، وهي مناسبة أيضا لنقول كلمة في حق بنزرت، لا مركز الولاية فحسب بل وكافة المعتمديات التي ترجع لها بالنّظر.
فـ بنزرت كما يقول أبناؤها، تدفع ضريبة موقف السلط السياسية السابقة منها، خاصة خلال الفترة البورقيبية. وليس الوقت مناسبا للخوض في تفاصيل كلّ ذلك. ولكن بمناسبة هذه الذكرى العزيزة على كلّ التونسيين، نرى فائدة في الوقوف على بعض مشاغل جهة بنزرت.

1 مشروع المياه العميقة:

يناضل المجتمع المدني ببنزرت من أجل تحويل ميناء بنزرت الى ميناء عصري من الجيل الجديد يستجيب لحاجيات حركة الملاحة العالمية ويواكب تطور النشاط الاقتصادي.
وتضمن الملف الذي تقدم به المجتمع المدني ببنزرت نقاط قوة متعددة أهمها قرب بنزرت لخط حركة الملاحة العالمية وتكلفة المشروع ودراسة لحركة المياه والجدوى الاقتصادية والآثار البيئية.
ولكن يبدو وأنّ الأمر قد حسم على حساب بنزرت باعتبار التوجه السائد إلى نقل هذا المشروع الضخم للمياه العميقة إلى جهة النفيضة من ولاية سوسة.

وحسب رأينا المتواضع، وجب التفريق بين المشاريع التي تؤثر في الاقتصاد ككل وبالتالي تعود بالنفع على المجموعة الوطنية والمشاريع التي تؤثر بالأساس على النطاق المحلي أو ما يعيّر عنه بالجهة.
وفي الحالة الأولى تعتبر هذه المشاريع مشاريع وطنية ولا يمكن استعمال منطق العدالة بين الجهات فيها، لأنّ المشاريع الوطنية وظيفتها إعطاء اقتصاد تونس بعدا عالميا وقدرة على التنافس مع دول الجوار، إضافة إلى أنّ اختيار موقعها هو مرتبط بالأساس بالصبغة التجارية والتقنية للمشروع.
أمّا الحالة الثانية، فهذه المشاريع هي ذات صبغة محلية وهدفها مرتبط بالنهوض بالبنيّة التحتية للجهة، ولاية بنزرت هي المكان الطبيعي لـ ميناء مياه عميقة يعطي لتونس بعدا تنافسيا عالميا كبيرا و ولاية بنزرت مؤهلة فنّيا و جغرافيا واقتصاديا، أن تكون عاصمة النقل البحري في تونس و ذلك سيسهل الاستثمار في مناطق أخرى. وهذا تقسيم موضوعي؟

2 مشروع التزود بالغاز الطبيعي:

ابتهج أبناء بنزرت لمّا لاحظوا ابتداء الحفر داخل المدينة في اطار احداث مشروع تزويد مدينة بنزرت بالغاز الطبيعي ولكن لم تدم هذه الفرحة كثيرا وعلى ما يبدو اصطدم هذا المشروع بمشاكل عقارية حالت دون تواصله..
والسؤال هنا أ لم تقم الجهات المسؤولة بالدراسات الضرورية وبالتالي تجاوز مثل هذه العقبات وإنجاز هذا الحلم الذي ما فتئ يراود أبناء بنزرت؟؟

3 مشروع مطار بمنطقة أوتيك:

من ناحية أخرى يتطلع أبناء الجهة إلى معرفة مآل مشروع احداث مطار بمنطقة المبطوح خاصة وأن الحديث عن هذا المشروع كثر في المدّة الأخيرة باعتبار وأنّه منذ التسعينات لم يقف الحديث عنه وبمواصفات المطارات الدولية سيتم تمويله حسب وزيرة السياحة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص فضلا عن مداخيل التفويت في 1000 هكتار من مطار تونس قرطاج…
والسؤال هنا إلى أين وصلت مراحل هذا المشروع الضخم؟ ولكن يبدو وأنّ حظّ هذا المشروع كسابقيه حيث يشار وأنّ هناك امكانية لتحويل هذا المشروع إلى منطقة أخرى؟

4 الغابات ضحية العشرية السوداء

أما عن اكتساح الغابات بالجهة، حدث ولا حرج، خاصة زمن العشرية السوداء. فقد اكتسحتها البناءات من كل حدب وصوب. ولا ندري بأي قانون تحصل هؤلاء على تراخيص في البناء، بل نجزم وأنّ المحاكم تعج بالعديد من القضايا في هذه الصدد خاصة من قبل الدوائر المعنية بهذا المجال، ولكن لا حياة لمن تنادي؟
فهل من إمكانية لفتح هذا الملف الذي التهم الغابات لفائدة البناء؟ نعتقد وأنّ ملفا كهذا جدير بالفتح من أجل الوقوف عند حيثياته وأبطاله؟

بنزرت تطمح إلى نقلة نوعية

ليس من باب الصدف أن تظل ولاية بنزرت، وبكل معتمديات، مهمشة وبدون الالتفات إليها، خاصة من ناحية تحسين جودة الحياة فيها. حيث يطمح أبناؤها إلى أن تعرف ولاية بنزرت نقلة نوعية، وذلك بعيدا عما يهددها في فصل الشتاء من فيضانات.
وبعيدا عن البنية التحتية المتآكلة خاصة على مستوى طرقاتها وشوارعها وأنهجها وكلّ أحيائها. بل وبعيدا عن البنايات القديمة التي أصبحت تهدد أبناءها. بنزرت تطمح لعودة مستشفى الولادة إلى نشاطه المعهود ( هو مغلق منذ سنين).
وبنزرت تطمح إلى تعصير وسائل النقل العمومية من أجل راحة مستعملي هذه الوسائل العمومية، وتطمح إلى تطبيق القانون على أولئك الذين لم تكفهم استباحة الأرصفة واحتلالها من الباعة والتجار والمقاهي والمطاعم بل واحتلال البعض من الطريق العام أيضا. بنزرت تطمح بأن تكون عاصمة للرياضة والثقافة، عبر تعصير منشآتها الرياضية والثقافية. بنزرت تطمح إلى تنفيذ العديد من المشاريع المعطلة عموما؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى