جهات

في بنزرت: نقاط سوداء ممكن تلافيها…

بنزرت هي مدينة في أقصى الشمال للبلاد التونسية و تبعد حوالي 65 كلم عن العاصمة تونس…وتقع على الضفاف الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ممّا جعلها تحتل مكانة استراتيجية بارزة أهلتها لأن تكون مركزا لولاية بنزرت..

وقطبا اقتصاديا هامّا لما احتوت عليه من ثروات طبيعية زاهرة، وما اشتملت عليه من محاور تنموية متنوعة في مجالات الفلاحة و الصيد البحري و الصناعة و الخدمات، وهذا ما حوّلها لتكون وجهة للسياحة الداخلية خاصة في فصل الصيف.

نقاط سوداء

ولكن هذه المدينة الجميلة التي حباها الله بكل ما أجمل، لم تتمكن بعد من القضاء على العديد من النّقاط السوداء التي تعكّر لا مزاج المواطن فحسب بل حتى الزوار الذي يختارون بنزرت كمدينة اصطياف و راحة. و ليس المجال هنا لجرد كلّ هذه النقاط و لكن سنختصر على النقاط الهامّ التي مازالت الجهة تعاني منها وهي:

قسم التوليد مازال على حاله

قسم التوليد ببنزرت، لا أحد يعلم متى سيردّ له إشعاعه و دوره الهام بالجهة باعتباره مقصد كل النساء الحوامل بالجهة فضلا عن كونه مستشفى خاص بالأطفال. فهو منذ حوالي عقد من الزمن تمّ اغلاقه من أجل تهيئته و لكن إلى يومنا هذا ظلّ موصدا؟
ومنذ أن تمّ فسخ الصفقة الأولى لتهيئته. و هذا ما دفع الجهات المسؤولة إلى إحداث قسم للتوليد بصفة مؤقتة بالمستشفى الجهوي الحبيب بوقطفة وما يعنيه ذلك من أوضاع صعبة لا بالنسبة للنساء الحوامل فحسب و لكن أيضا بالنسبة لإدارة المستشفى .
وللتذكير فإن هذا المرفق العمومي لقسم التوليد كان منذ شهر ديسمبر 2021 موضوع متابعة سير انجاز مختلف عناصر مشروع إعادة تهيئته و تجديد قسم الولادات فيه، من قبل والي بنزرت سمير عبد اللاوي. و قد تمّ التعهد وقتها من قبل أصحاب الصفقات المكلفة بالإنجاز من الانتهاء من الأشغال بهذا المستشفى على أقصى تقدير في نهاية مارس 2022؟ ثمّ زاره سيادة رئيس الجمهورية و أعطى تعليماته من أجل أن يكون جاهزا في أسرع الآجال؟ و لكن و للأسف مازال وضع قسم التوليد لم يبارح مكانه؟ و هنا نسأل الجهات المسؤولة و ذلك على لسان المواطنين، متى سيرجع قسم التوليد ببنزرت وظيفيا و يقدّم خدماته إلى أهالي الجهة؟

طريق النّاظور أو طريق الموت

الطريق الرابطة بين بنزرت ومنطقة الناظور، وصولا إلى منطقة الكرنيش، لا تشتمل على الحدّ الأدنى من الاعتناء بها من حيث حماية السيارات التي تمرّ منها ذهابا وإيابا.
فهي طريق ضيقة للغاية ولا توجد بها وسائل لحماية السيارات من الانزلاق إلى أسفل الجبل ولا إشارات مرورية كافية. هذا فضلا عن الحفر بل ولنقول الفجوات الكبيرة بالطريق وما يمثله ذلك من خطر محدق وجدّي على مستعملي تلك الطريق. بل نضيف وأن نفس الطريق يتواجد بها أهم السجون بالجهة، على غرار سجن برج الرومي و سجن الناظور. وهذه الطريق تشق الغابة وهي متاخمة لبحر الصخور التي عادة ما يرتادها المصطافون. فهل من إيلاء هذه الطريق ما تستحقه من إصلاحات و توسعة و وضع إشارات مرورية و وواقيات حديدية تحمي مستعملي هذه الطريق؟

متى ينتهي احتلال الرصيف

في بنزرت يختلط حابل السيارات بنابل المترجلين، وما قد ينشأ عن ذلك، لا قدّر الله، من حوادث مرورية، حتّى لا نقول أنّها حدثت بالفعل في أكثر من مناسبة وجهة؟ السبب المباشر في مثل هذا الوضع لا يتطلب عبقرية لمعرفته. فهو باختصار ” احتلال ” الرصيف من قبل أصحاب المقاهي والمتاجر والمطاعم والباعة المتجولين فضلا عن وقوف السيارات فوق الرصيف؟ فهل مثل هذا التصرف من قبل ” المحتلين ” للرصيف مسموح به على حساب المترجل؟ وهل ستتحرك السلط المعنية لإيقاف هذا النزيف ” الاستعماري ” للأرصفة؟ بل نشيد، بالمناسبة بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها الجهات الأمنية في سوق حميد الصدقاوي للخضر والأسماك، على سبيل المثال، من فرض احترام القانون. وبالتالي نسأل متى ستقوم الجهات المسؤولة بحملة لتنظيم هذا الجانب من الوضع الكارثي لتحرير الرصيف وفي كافة مدينة بنزرت بل ونريدها حملة متواصلة و رادعة لكل المخالفين كما ذكر لنا بعض المواطنين؟

مشروع مارينا، إلى أين؟

مشروع مارينا كاب 3000 ببنزرت – الذي كان حسب تصميمه الأوّلي يتضمن مرفأ ترفيهي سيوفر 800 حلقة ربط على مساحة بحرية تتجاوز 35 هكتار و هو ما يجعله من أكبر الموانئ البحرية بالبحر الأبيض المتوسط إذ يمكّن هذا الميناء من استيعاب أكثر من 50 يختا يتراوح طولها من 40 إلى 110 متر و مأوى للسيارات يتّسع لـ 250 سيارة بالإضافة إلى احتوائه على مركب سكني فضلا عن توفير عددا هاما من مواطن الشغل و التأثير ايجابا على الدورة الاقتصادية بالجهة مع تهيئة كلّ محيط المشروع و المحافظة على تاريخ تراث المنطقة عموما و ذلك بكلفة جملية ناهزت الـ 75 مليون دينارا و تشرف على هذا المشروع الضخم شركة مارينا كاب 3000 – و السؤال هنا، أين وصل هذا المشروع التي تجاوزت مدّة أشغاله حولي 10 سنوات ولم يكتمل بعد؟
أم مازال يعيش التجاذبات بين أهالي الجهة الذين يرون في وجوده مفسدة و طمس لكل المعالم التاريخية للمدينة العتيقة فضلا عن المس بالميناء القديم لمدينة بنزرت؟ في حين يرى أصحاب هذا المشروع بأنّه سيجعل من بنزرت قبلة سياحية لنوعية عالية من السياح خاصة في وجود مرفأ لليخوت و إمكانية تشغيل الآلاف من أبناء الجهة؟
نتمنى أن نجد الأجوبة الشافية و المقنعة عن كل هذه الأسئلة لاعتبار و أنّ الوضع بقي على ما هو عليه؟
فلا انتهت الأشغال و لا انتفع بخدماته أبناء الجهة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى