فنون

في بنزرت: مرتَضى شنعّها وربخها… والجمهور ‘شخشخها’ (صور)

مواكبة: الأمين الشابي

يبدو وأن مرتضى الفتيتي، لم تغب عليه لا واردة ولا شاردة، في عرضه الموسيقي الكبير أمام جمهور مهرجان بنزرت الدولي ليلة أمس السبت 03 أوت 2024 بمسرح الهواء الطلق حافظ عيسى، أين واكب حفله الكبير حوالي 9 آلاف متفرج…

أغلبية الجمهور الحاضر من فتيات اللاتي أتين من كل حدب وصوب وحتى من خارج حدود الولاية. نقول مثل هذا الكلام باعتبار وأنّ الحفل كان شاملا ولم يهمل أي ناحية قد تعكر الأمزجة…
فقد حاول منظموه تلبية كلّ الأذواق والمشارب، فحضر الغناء وحضرت اللوحات الراقصة بمختلف أصناف الرقص، حديثه وأصيله وحضرت الشاشات العملاقة، بل وحضرت القضية الفلسطينية وبقوة خلال هذا الحفل. وزاد التنظيم المحكم، الذي ساهمت فيه طواقمنا الأمنية بمهنية عالية وطواقم الحماية المدنية باحترافية ولجان التنظيم، زاده نجاحا على نجاح.

الفتيتي شنعها والجمهور ‘شخشخها’
02 image BAS
لا صوت يعلو على صوت الجمهور الذي كان بأعداد كبيرة مقارنة مع العروض السابقة وذلك منذ أن اعتلى الفنان مرتضى الركح – مع حدود الساعة العاشرة ليلا – لتنطلق حناجر الجمهور مرحبة بالفنان مرتضى على طريقتها حيث هاج وماج الكلّ، وكأنّ مفاجأة سارّة نزلت عليهم من عنان السماء، إلى درجة أن مرتضى لم يتمالك، أمام هذا العدد الكبير من الحضور الذي فاجأه و أمام هذا الترحاب أن يتواصل منذ البداية مع جمهوره و يشكره كثيرا و يرى وأنّ جمهور بنزرت لا يضاهيه جمهور، من حيث الحضور و التفاعل و الأجواء المنعشة..

لتنطلق بعد ذلك الوصلة الغنائية لمرتضى والتي كانت متنوعة.. ومختلفة وتلبي مختلف الأذواق. حيث غنّى من أغانيه على غرار ” شدّة وتزول” وكانت مصحوبة بمشهد مؤثر يرمز إلى القضية الفلسطينية وما يعيشه الفلسطينيون عموما في هذا الظرف العصيب…
ثمّ يتحف الجمهور، الذي لم يهدأ له أجسام ولا حركة منذ انطلاق الحفل، ويتحفه بباقة من أغانيه حيث كانت أغنية ” ما سمعوا كلامو ” و ” غريبة ” و ” انت لامور ” ثم بكل تأثر قال للجمهور وأنّ أغنية ” بابا ” سأهديها لأبي الذي تعب من أجلي ولكل الأباء…
وقد تأثر بكلماتها الجمهور ورددها معه في طقوس تحمل أسمى معاني طاعة الوالدين الشيء الكثير. وليواصل باقة أغانيه بـ ” أنت اللي بغيتي ” و ” حكايتهم وفات ” و ” ماني راجع ” و ” بورا بورا ” و ” أمان أمان ” و ” ألفين كتاب ” و ” يا صاحبي ” و ” ما علا باليش ” ثمّ ” آه يا ليل “.

الفتيتي يغني لغيره تكريما لهم

كما غنّى مرتضى الفتيتي بعض الأغاني تكريما لأصحابها، حيث غنّى بداية للكبير لطفي بوشناق ” كيف شبحت خيالك ” ولمحمد الجموسي ” حبيبة يا حبيبة ” وسيدي منصور ” ولاسماعيل الحطاب ” دزيتيلي هاني جيتك « ، وكذلك غنّى لميادة الحناوي ” أنا بعشقك ” ولنور مهنى ” وحشتني ” كما أدّى أغنية من الراي الجزائري ” لو يدير عليك باب حديد ” و ليختمها بأغان من التراث البنزرتي المعروفة والمحفوظة من قبل الجميع على ظهر قلب. ليزيد بذلك الوطيس اشتعالا وحرارة ورقصا وتمايلا وتلويحا وصياحا وترديدا.

وحضرت فلسطين واللوحات الراقصة
03 image BAS
ما ميّز عرض الفتيتي، أيضا، هو محاولته إرضاء كل شرائح الجمهور. حيث من لم يرقه الغناء سيجد في اللوحات الراقصة ما يشفي غليله وضالته، فكانت هذه اللوحات ما بين ” هيب هوب ” ولوحات الرقص الفزاني التونسي، فضلا عن التجسيد الجسماني. وكل هذه اللوحات كانت أيضا تعكسها شاشات الكترونية عملاقة، تضفي عليها جمالا على جمال.
وما ميزّ كذلك هذا العرض هو حضور القضية الفلسطينية من خلال أوّلا التحية الخاصة التي وجهها مرتضى لأبناء فلسطين. وأيضا من خلال اللوحات المتحركة والمجسدة ركحيا والتي ترمز إلى نضالات هذا الشعب الفلسطيني الصامد في وجه أعتى الأعداء والمدجج بالسلاح والمدعوم من قبل قوى غربية وبلا حدود. وبالفعل غزت الركح الأعلام الفلسطينية بأحجام مختلفة.

ولينتهي عرض مرتضى في حدود 20 دق بعد منتصف الليل، والكلّ عنه راض ومنتشي ومتفائل بمستقبل الفن التونسي في وجود مرتضى وأمثاله وأيضا الكلّ راض على مدى التنظيم الذي ساد هذا الحفل الموسيقي الكبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى