متفرقات

فرنسا: بدء محاكمة جزائري متهم بتفجير طرد مفخخ في ليون

افتتحت محكمة الجنايات الخاصة في باريس اليوم الاثنين 1 أفريل 2025 جلسات بمحاكمة شاب جزائري متهم بتنفيذ هجوم بعبوة ناسفة في مدينة ليون عام 2019، أصيب خلاله أكثر من عشرة أشخاص. وبحسب الادعاء، كان الهجوم يهدف إلى ترهيب الفرنسيين والتأثير على خياراتهم الانتخابية عبر دفعهم للتصويت لصالح اليمين المتطرف.

الشّاب يدعى محمد مجدوب، وهو إسلامي جزائري متهم بتنفيذ هجوم بطرد مفخخ في مدينة ليون عام 2019، أسفر عن إصابة أكثر من عشرة أشخاص. وتتهمه النيابة بالسعي إلى “ترهيب الفرنسيّين” ودفعهم نحو التصويت لليمين المتطرّف.

وواجه مجدوب، البالغ من العمر 29 عاما، تهما تتعلق بالشروع في القتل في سياق إرهابي، وتصنيع عبوة ناسفة لغرض إرهابي، وحيازة ونقل مادة متفجرة. وتصل عقوبة هذه التهم إلى السجن مدى الحياة.

وخلال الجلسة، جلس المتهم في قفص الاتهام مكتوف اليدين وعابس الوجه، ورفض الإفصاح حتى عن اسمه. ومن المقرر أن تستمر المحاكمة حتى السابع من أفريل الجاري.

وأكدت محاميته فاني غانسبور أنه اختار عدم التحدث، مشيرة إلى أنه قد يخرج عن صمته لاحقا عندما يُسمح له بإلقاء “كلمته الأخيرة”، كما هو معتاد في نهاية المحاكمة.

واكتفت المحكمة بالاستماع إلى إفادات خبراء تعاملوا معه في السجن، لتكوين صورة عن شخصيته وسلوكه.

تفاصيل الهجوم

ونفذ مجدوب هجومه في 24 ماي 2019، قبل يومين من الانتخابات الأوروبية، عبر وضع طرد مفخخ أمام مخبز في وسط مدينة ليون.

وتسبب الانفجار بإصابة أكثر من عشرة أشخاص، من بينهم فتاة صغيرة في العاشرة من عمرها. واحتوى الطرد الملغوم على كمية صغيرة من بيروكسيد الأسيتون، براغ وكرات معدنية، بطاريات، وجهاز تفجير عن بعد.

وتمكن المحققون من تعقب المنفذ بفضل البطارية المستخدمة في الجهاز، والتي تباع حصرا على موقع أمازون، والقبض عليه بعد مراجعة سجل الطلبات وكاميرات المراقبة. وأكدت التحقيقات عدم وجود أي تواطؤ محتمل مع أشخاص آخرين.

التطرف داخل السجن

وتفاخر مجدوب أمام سجناء آخرين بقوله: “لو أردت لكان في وسعي التسبب في مقتل مائة شخص”، مؤكدا: “إن خرجت اليوم، سوف أرتكب غدا هجوما”.

ووصل الجزائري محمّد مجدوب إلى فرنسا في أوت 2017 للانضمام إلى عائلته، بعد حصوله على شهادة في الرياضيات والمعلوماتية من الجزائر. وتحول وضعه إلى غير قانوني بعد رفض منحه تأشيرة دراسية.

وصرح أثناء التحقيقات أن هدفه كان “ترهيب الفرنسيين” ودفعهم إلى انتخاب اليمين المتطرف، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تصاعد التوترات مع المسلمين واندلاع “حرب أهلية” في فرنسا. ونفى نيته قتل أحد، موضحا أن عمليته كانت تهدف فقط إلى “إثارة الذعر”.

وأوضح للمحققين أن “الأمر يتعلق بترهيب السكان حتى أثناء ذهابهم لشراء الخبز”، وأضاف أنه “جندي للإسلام”، وأنه “في أعماقه” أعلن ولاءه لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

واعترف بأنه أمضى وقتا في السجن مع صلاح عبد السلام، أحد منفذي اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس، وتبادل معه الحديث حول “القرآن وما يجري في العالم”.

وأبلغ خبيرة دراسة الشخصيات أن “وصول اليمين المتطرف إلى الحكم هو أفضل ما قد يحصل لنا”.

وصرح خلال آخر استجواب له في أفريل 2023 قائلا: “أكره فرنسا بالكامل”، مضيفا: “لقد تعرضت للإهانة، وتم التقليل من احترامي، وأريد الانتقام. إذا أمسكت بفرنسي (…) فسأقطع رأسه، حتى إنني سأقطعه إربا”.

المصدر: فرانس24 / أ ف ب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى