رياضة

غول العنف يجتاح ملاعبنا..فمتى نفتح الملف؟

تبعا لتتالي الفوضى التي عمت غالبية ملاعبنا في ظل نظام بطولة هجين، حيث أكد كل متابعي كرتنا ان احترافنا مزيف و مغلوط حيث نعيش الاحتراف بعقلية هاوية بعد أن دخلت ملاعبنا الحجارة والسكاكين والعنف الجسدي واللفظي وانصر أخاك ظالما أو مظلوما و’رابحين خاسرين ماكمش مروحين’…

حيث لم نشاهد شيئا من منظومة الاحتراف وقد تأكدت لدينا قناعة تامة أننا أبعد ما نكون عن هذه المنظومة التي لها أهلها وناسها ولها رجالها ومحترموها.

مكتب الرابطة يتحمل المسؤولية

هذه الفوضى شجع عليها المسؤولون عن الكرة بقرارات لا تحمل في طياتها حلولا جذرية وإنما هي عبارة عن مسكنات لتهدئة الخواطر، فماذا يعني أن نعاقب فريقا بخطية مالية لا تغني ولا تسمن من جوع او في أقصى الحالات عقوبة اللعب دون حضور جمهور في المباراة الموالية أو باللعب خارج القواعد؟…
ماذا سيخسر المشاغبون؟…الخاسر الوحيد في هذه الحالة هي الفرق التي تجد نفسها مضطرة إلى دفع الملايين للرابطة وتتكبد خسارة مالية تزيد في أزماتها.. وبالطبع نعلم جيدا ان رابطتنا الموقرة لايهمها في ما يحدث على ملاعبنا.. فهمها الوحيد هو جمع المال وكفى…
هذه الحلول التافهة زادت الأمر تعقيدا واذكت لهيب التجاوزات وأكدت للمشاغبين هشاشة المسؤولين الساهرين على تسيير الكرة في بطولتنا.

قرارات هشة

مثل هذه التجاوزات لغايات دنيئة تمس بالقطاع وبالرياضيين، فكانت القرارات الردعية هشة فتأكد للعابثين بأن الطريق مفتوحة لمواصلة التخريب والفوضى.. والدليل جاءنا من غالبية الملاعب تقريبا حيث تبين ان العنف استفحل أكثر من ذي قبل.. وهاهي صور العار شاهدناها بأم أعيننا فلا المدرب ولا اللاعب ولا المسؤول سلم من هذه الفوضى، صور مشوهة للكرة التونسية وأكدت للجميع بأن التسامح معها لا يزيد الأمر الا تعقيدات، وبأن الحل يكمن في قرارات ردعية صارمة حتى وان لزم الأمر شطب الفرق التي تحدث جماهيرها شغبا، أو حرمان المشاغبين الذين تثبت إدانتهم من دخول الملاعب مدى الحياة حتى نساهم في وقف هذا التيار.

ولئن التزمت بعض الأندية بالميثاق الرياضي وصانت الروح الرياضية و التنافس السليم وهذه النوادي تعد على الاصابع طبعا.
لكن اغلبية النوادي الاخرى حادت عن الطريق القويم مما يتطلب منا تظافر الجهود لإزالتها والتغلب عليها صونا لمصالح الكرة التونسية التي تبقى فوق كل اعتبار..

رفض اللعب…

ومن هنا فصاعدا فلا بد من إيقاف غول العنف ورفض اللعب بالنسبة للفريق الزائر الا بحضور تعزيزات أمنية هائلة بعيدا عن الانفلاتات التي نعيشها كل أسبوع، فاستفحال العنف في ملاعبنا وصل إلى درجة لا يجب السكوت عنه بعد أن تجاوزت المشاحنات حدود الفضاءات الرياضية لتمتد إلى الشوارع والطرقات العامة…
ولا بد من الحكومة ووزارة الاشراف والجامعة العمل بكل جدية على استئصال جذور هذا العنف الهجين عن كرتنا والدخيل عن ملاعبنا لتعود إلى نظافتها والمسؤولية هنا جماعية.

كهربة الأجواء

ومن النقاط الأخرى التي زادت الطين بلة هي كهربة الأجواء والتراشق بالتهم على أعمدة الصحف وصفحات المواقع الاجتماعية مما يضر بالنوادي ولا يفيدها، ولا بد أن توجد حدود وضوابط لذلك.. التنافس النزيه بين الأندية ينبغي أن لا يتجاوز حدود عمر المباريات لأن تسميم الاجواء لا يفيد في شيء.
وفي المحصلة فلا بد من وضع علامة ‘قف’ لهذه الفوضى الكروية وزحف الشر على الخير بما جعل حقلنا الرياضي يتحول إلى خندق تترسب فيه الأوساخ وتتصاعد منه الروائح الكريهة من كل جانب…نعم هذا واقعنا وهذه قناعاتنا فمن يقدر على تغيير ذلك نقطة وارجع للسطر؟…

رضا السايبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى