كتب: عيسى البكوش
في مثل هذا الشهر من سنة 1983 بعثت ولاية أريانة بل بالأحرى تولدت هي وصنوتها ولاية بن عروس من رحم أمّهما ولاية تونس…
ترتيب المجال الترابي
يذهب بعض المفسّرين للأمر المحدث لهاتين الولايتين بأنّ ذلك إنما حدث لحاجة في نفس يعقوب، إذ أنّه لمّا استعصى إقصاء الوالي المحبّب لدى الرئيس بورقيبة وحرمه وقع اللجوء إلى هذا التفكيك، وهكذا ضرب المستفيدون عصفورين بحجر واحد، ولكن للأمانة وأنا شاهد على تلك الفترة من تاريخ البلاد فإنّ النظر في إعادة ترتيب المجال الترابي للحاضرة والأحواز كان محل نقاش معمّق صلب لجنة في وزارة الداخلية كنت من بين أعضائها الدائمين بصفتي مؤتمنا على إحدى الضواحي…
ولقد اتجهت النيّة بل وتمّ الإقرار بتجزئة الفضاء الرحب لجهة تونس إلى ثلاثة تختصر الأولى على محيط بلدية العاصمة والثانية تجمع بلديات أريانة وحلق الوادي وقرطاج وسيدي بوسعيد والمرسى حيث مقر الولاية المستحدث، أمّا الثالثة فتضمّ بلديات الجنوب أي مڤرين والزهراء ورادس وبن عروس وحمام الأنف حيث مقر الولاية الجديدة.
ولكن ما كلّ ما تقرّره تدركه، فلقد طلعت علينا الحكومة بقرار يعدّل بجرّة قلم ما توصّلنا إليه بعد عناء متعللة بأنه لا يعقل أن تخرج عن إحاطة ولاية تونس الجديدة مواقع السيادة بالإشارة إلى مدينتي قرطاج وباردو فبرزت أريانة كبديل وعوّضت حمام الأنف ببن عروس.
الولاية 22
وهكذا أصبحنا بين عشيّة وضحاها الولاية الثانية والعشرين مع ما يتطلب هذا الوضع من استعدادات ومن توفير مرافق لم تكن مبرمجة المرّة، وعلى الرغم من ذلك فلقد أبدينا استعدادا لقبول هذا الأمر من ذلك أننا وضعنا مقر البلدية على ذمّة الوالي الأوّل الأستاذ أحمد بن جميع وبالمقابل حوّلنا قصر بن عياد الذي كنّا قد عوضنا قاعات التدريس التي كانت تأويه إلى مدارس مجاورة.
لقد تداول في أرجاء ذلك المعبد ـ إذ كان كنيسة وقع استرجاعها سنة 1963 ـ تسعة عشر وال انتقل من بينهم محمد الحبيب براهم إلى رحمة الله ولقد تدرّج بعضهم سلم المسؤوليات كوزراء مثل السادة كمال الحاج ساسي وعبد الله الكعبي وعمر منصور أمّا البقيّة فيطيب لي أن أذكرهم مع مدّة توليهم وهم السادة والسيدة : عبد الرحمان بوحريزي (1941-1990) – محمد نجيب الدريسي (1994-1991) – المنذر الفريجي (1966-2000) –علي الطرابلسي (2000-2002) – فائز عياد (2002-2006) – عبد الحفيظ الزدام (2005-2008) – محمود المهيري (2008/2011) – نزار خرباش (2011-2012) – بهاء الدين البكاري (2012-2015) – مهدي الزاوي (2016) – سلوى الخياري (2016-2017) – المختار النفزي (2017-2019) – سمير عبد الجواد (2019-2022) – خالد النوري.
مع الإشارة أنّه تولدت عن ولايتنا عام 2000 ولاية منوبة تخفيفا للأعباء عن محيط هائل ومختلط عمراني مكثف وفلاحي شاسع…
ولعلّ هاته الولاية الواحدة والعشرين سوف تتجزأ هي الأخرى لتفسح المجال لولاية ظلت في مهب الولايات وأعني بها منطقة طبربة وما حولها.
