عندما قال وزير تونسي: نانسي عجرم ‘على جثتي’!…

كتب: عدنان الشواشي
أتذكّر جيّدا ردّة فعل دولة لبنان وإعلامها ونقابات فنّانيها على تصريح وزير الثّقافة، آنذاك، عندما قال :” نانسي عجرم و مثيلاتها لن يصعدن على ركح مسرح قرطاج ، مُرْدِفا موقفه بعبارة ‘على جثّتي’…
أتذكّر كيف أشعل هذا التّصريح الوزاري لهيب هجوم مضادّ عنيف من طرف لبنان كدولة وإعلام وشعب بأكمله مناصرة لفنّاناتهم وفنّانيهم ، مطالبين الوزير بالاعتذار ومهرجاناتنا الكبرى ببرمجة “نانسي” وغيرها من أشهر زميلاتها وزملائها في حفلات تلك الدّورة بالذّات… فكان لهم ذلك .. وكان درسا لنا ولغيرنا من البلدان التي لا تدعم ولا تحمي مبدعيها إلّا ظاهرا ومُناسَبَتيّا أثناء الحملات الإنتخابية فحسب…
أتذكّر كيف كاد هذا التّصريح أن يتسبّب في أزمة سياسية بين بلدَينا ، وكيف لطّف الوزير من حدّة موقفه ، فكانت النّتيجة إعتلاء بعض هذه “النّجوم” ركح قرطاج و غيره من الرّكوح، و نجاح أغلب حفلاتهم ، جماهيريا وليس فنّيا ، كما هو واضح وثابت في التّسجيلات التّلفزية التّونسية التي ما انفكّت “تتحفنا” بها دون رحمة بأسماعنا المعذَّبة المكْوِيّة.
الفنّان كالزّهرة بالضّبط، إذا غذّيتها وسقيتها وحميتها من زحف الأعشاب الطّفيلية وأخطار التّقلّبات الطّبيعية، أزهرت وانتعشت وعاشت وزيّنت حديقتنا الفنّية، أمّا إذا تركتها لحالها، دون عناية ولا دعم ولا حبّ فمصيرها ، حتما ، المعاناة والذّبول والتّلف والإندثار….