على هامش مباراة الهلال السوداني…جاد شباب النجم الساحلي بما عنده…

كتب: يوسف الرمادي
لقد استَمْتَعْتُ أمس بمقابلة النجم والهلال إذ الفريقان أعطيا فوق الميدان بدون حساب وظهرتْ “الڤرينتة” في أوجها وخاصة من شباب النجم الذين لم يدّخروا أي جهد.. فكنت وأنا أتابع هذه المباراة أشعر أنّ لاعبي النجم الذين لم يكن أحد يعطيهم أقلّ حظّ للفوز قد أرادوا قَلْب كلّ التكهّنات لأنّ عمليّة بسيطة تعطي “:الترجي انتصر على النجم 2-0، والهلال انتصر على الترجي 2-0 إذا النجم سينهزم أمام الهلال بلا أي شكّ…
المقياس الوحيد…
لكن هؤلاء تناسوا أنّ هذه اللعبة ـ علّمتْ متابعيها ـ أنّها لا تخدع لأي حساب مسبّقا وأنّ المقياس الوحيد بعد الاستعداد البدني والنفسي والفني هو مردود الفريق في ذلك اليوم في تلك المباراة المعنيّة, وهذا ما غاب أمس على أغلب المحلّلين حتّى الذين لم يبوح بتكهّناتهم. لكن النجم ذكّرهم من جديد أنّ كرة القدم –خاصة- لا تخدع للحسابات المسبّقة…
أرضية ملعب رادس!
فكانت مقابلة في المستوى من جميع النواحي ولو يفسد هذه المتعة الرياضيّة إلّا الملعب الوحيد المسموح له بأن تُجْرَى المقابلات الافريقيّة على أرضيّه وهو أمر مدهش.. فكيف يمكن أن تكون أرضيّة هذا الملعب الوحيد على هذه الحالة رغم أنّ الأمطار لم تكن بالغزارة التي معها يمكن أن تفسد أرضيّة الملعب ؟وماذا سيكون مصير مباراة الترجي و “بيترو أتليتكو الأنغولي” لو تواصلتْ الأمطار طوال ليلة البارحة واليوم(السبت 9-12-2023 ).
النجم أوقف زحف الهلال
لنرجع للكرة فالنجم قد ثأر للترجي من الهلال وأوقف زحف الهلال وأعاد خلط الأوراق حتّى تنطلق كلّ الفرق بحظوظ متقاربة للمرور للدور الثاني وهنا لا بدّ من التنبيه على الفريقين التونسييّن ليعرفا كيف ينسّقان رياضيّا حتّى -ولما لا – يترافقان للدور المقبل وهذا ممكن حسابيّا وما على الفريقين إلّا التفكير فيه و القيام بالمطلوب لبلوغ هذا الهدف أقول هذا حتّى لا نجد الفريقين التونسييّن خارج اللعبة وهذا غير مستبعد إذا- لا قدّر الله – عمد الفريقان للتعنّت و التنافس المعروف بينهما وبين جماهيرهما والمبالغ فيه أحيانا…
مصلحة تونس هي اليوم في الميزان هذا زيادة على مصلحة الفريقين التي لا تتحقّق إلّا بالتوافق الرياضي السليم…
رغم قلّة الإمكانيات
ولا يَفُوتني أن أشكر شباب النجم الذي رغم حرمان الفريق من الانتداب ورغم قلّة الإمكانيات قد تمكّنوا من بلوغ دور أبطال افريقيا وهو ليس بالأمر الهيّن لأي فريق هو في وضع النجم الذي عوّل على الشباب أبناء الفريق و المُتَكَوِّنين فيه ليظهر بوجه مشرّف وهذا ما أدعو له كلّ الفرق التونسيّة حتّى -لا أتمنّى لها أن تحرم من الانتداب؟- لتُفَكِّر في الظروف الطيّبة- في شبابها…
صبرا جميلا
وهذا ما فَهِمَتْه وعملتْ به هيئة الإفريقي وها هيّ تحقّق أحسن النتائج، وهنا أدعو الجماهير العريضة التي لا يشكّ أحد في حبّها لفرقها أن تنادي بتصعيد شباب فِرَقها وأن تصبر عليهم قليلا فلا مستقبل لأي فريق إذا هو لا يعوّل على شبابه و يعتمد على الانتداب بالمليارات فيكون مثل الشعب الذي لا يأكل ممّا تنتجه أرضه وتلك الطامة الكبرى.
وفي الختام لا يفوتني أن أشكر الهلال السوداني الذي كان باقتدار عنصرا فعّالا في هذه الفرجة الممتعة التي كانت بين الهلال والنجم واللون الأحمر فرُسِمَ علم تونس على أرضيّة الميدان.