عالمية

‘عشاء’ بين الجنرالين وراء الحرب في السودان!

بعد انتشار تفاصيل عن “العشاء الأخير” الذي جمع طرفي الصراع في “حرب الجنرالين” التي أوصلت السودان إلى نزاع دامٍ، كشف دبلوماسي مقرّب، معلومات جديدة عما حدث في ذلك اليوم.

وقال في تصريح لوكالة “رويترز”، إن قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان التقى قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو  ـ شُهر ‘حميدتي’ ـ في مزرعة على مشارف الخرطوم، يوم الثامن من أفريل الماضي، أي قبل أسبوع تماماً من بدء اشتباكات شغلت المنطقة بأكملها خلال الأسابيع الماضية.

حديث على انفراد

وأوضح أن هذا كان اللقاء الأخير بين الطرفين المتصارعين قبل بدء المعارك الدامية.
وكشف أن البرهان طلب يومها من حميدتي انسحاب الدعم السريع من الفاشر في دارفور غرب السودان، وأيضاً وقف تدفق الدعم السريع إلى الخرطوم.

بالمقابل، طلب حميدتي من البرهان، وفق الدبلوماسي، سحب القوات المصرية من “قاعدة مروي الجوية”، وذلك خشية استخدام هذه القوات ضده.

إلا أن المفاوضات لم تجرِ على ما يرام، فبينما كادت جهود الوساطة في ذاك اليوم أن تنجح، حيث إن الطرفين تحدّثا على انفراد ووافقا على خفض التصعيد، تعقدت الأمور مجدداً.

رفع التقارير

فقد أوضح الدبلوماسي أن حميدتي “ساخط”، كما استمرت الخلافات بين الطرفين حول تحديد تسلسل القيادة في البلاد، رفض إثرها حميدتي رفع التقارير للبرهان، مشدداً على ضرورة رفعها لبرلمان منتخب، وهو ما رفضه قائد الجيش.

أتت هذه التطورات بعد أيام من كشف تقرير أميركي، أن الجنرالين كانا على موعد مع اتفاق تاريخي يأمل به الوسطاء الغربيون والسودانيون أيضاً، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وأضافت الصحيفة حينها أن الرجلين قطعا وعودا وقدما تنازلات، حتى إنهما تناولا العشاء معا.

ورغم ذلك، أفادت المعلومات بأن الآلات العسكرية المتنافسة كانت تستعد للقتال، فما إن هل الليل حتى تدفقت القوات بهدوء على معسكرات الجيش المتنافسة في جميع أنحاء العاصمة الخرطوم، ثم حاصر المقاتلون شبه العسكريين من قوات الدعم السريع قاعدة “مروي” التي تضم طائرات حربية من مصر.

وشهدت تلك المنطقة قبل 3 أسابيع، توترات أفضت لاشتباكات دامية لم ينته منها السودان حتى اليوم رغم كل الهدن الدولية المعلنة فيه.

فقد دفعت قوات الدعم السريع حينها بمئات الآليات إلى منطقة قريبة من قاعدة “مروي” الجوية العسكرية، ما دفع الجيش إلى الاستنكار، وانتقاد تلك الخطوة، محذراً من دخول البلاد في صراع أمني خطير.

اشتباكات دامية

ومنذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في 15 أفريل، جرى التوصل إلى عدة هدن لكن جميعها فشلت في الثبات، وتخللتها العديد من الانتهاكات.

كما أسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة السودانية، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.

رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى